عاش الجمهور المراكشي وعشاق الدقة و"التقيتقات" المراكشية، ليلة الأحد الماضي، بقاعة الأفراح القريبة من ملعب الحارثي لحظات مميزة من الغناء، واللوحات الفنية المستوحاة من الفلكلور الشعبيتتغنى بالأشعار المستلهمة من التراث المراكشي الأصيل، في سهرة فنية نظمتها جمعية "بانا البساط للفنون والتراث" بمناسبة إحياء ليالي عاشوراء، بمشاركة فرق فلكلورية متخصصة في الدقة والتقيتقات تنتمي إلى مختلف أحياء مدينة مراكش، استمتع خلالها الجمهور الحاضر بأفضل الأغاني وأنغام الدقة و"التقيتقات" ومستملحات عبد العزيز البحر، وأغاني عبد الرحيم بانا وعمر قاش قاش والمنسوم وغيرهم من أبناء مدينة مراكش، الذين تناوبوا على تنشيط الحفل الفني بشكل تلقائي، كسر برودة الطقس الذي تعيشه المدينة الحمراء. وأهم ما ميز الحفل الفني، الذي حضره نخبة من أبناء مدينة مراكش المولعين بالتراث الشفهي، التفاعل الكبير الذي أبداه الحاج محمد باجدوب، أحد الأسماء اللامعة في عالم الموسيقى الأندلسية، الذي كان ضمن المدعوين للحفل مع الدقة المراكشية و"كريف الميزان"، والأغاني التي تكرس تقاليد الثقافة الشعبية المراكشية من طرف رواد "التقيتقات" والمستملحات التي تضفي روح الفكاهة والنكتة على متتبعيها ومستمعيها. وكانت أقوى لحظات الحفل الفني، الذي استمر لأزيد من سبع ساعات، الأغاني الشعبية التي رددها عبد الرحيم بانا بلغات مختلفة ألهبت حماس الجمهور الحاضر وعدد من الفعاليات والمهتمين بالتراث الفني الأصيل، من خلال لوحات فنية رسمها بتموجات جسده شدت إليها أنظار الجمهور وعدد من المصورين. وكان عدد من الصناع التقليديين القدامى والجدد ومجموعة من الفنانين المراكشيين، في لقاء مع بعضهم البعض، في حفل فني متميز لقي استحسانا كبيرا من طرف عشاق الدقة المراكشية، لإحياء ليلة عاشوراء واسترجاع بعض الطقوس والتقاليد المراكشية التي تميز المدينة الحمراء عن باقي المدن المغربية، خلال هده المناسبة بعد دخولها في طي النسيان والمتمثلة في مايعرف ب"هرما" و"المشايشة" و"التقيتقات والموازن الشعبية". وقال عبد الرحيم بانا، رئيس الجمعية المنظمة للحفل في لقائه "المغربيةإ أن إحياء ليالي عاشوراء يعتبر حدثا تاريخيا يكتسي دلالة رمزية خاصة، ويكرس تقاليد سكان مدينة مراكش لإحياء فن الدقة وبعض الطقوس، التي ظل يتوارثها الأبناء عن الآباء والأجداد. وتتميز ليالي عاشوراء، التي تتزامن مع اليوم العاشر من شهر محرم من السنة الهجرية بالمدينة الحمراء باحتفالات متنوعة في مختلف أحياء المدينة العتيقة لمراكش، على إيقاعات الدقة المراكشية في شكل حلقة تدعى عند أهل مراكش ب"الكور" يردد خلالها الممارسون "العيط"، الذي يتغنى بسبعة رجال والأولياء الصالحين والرسول الكريم وطلب المغفرة باستعمال الآن موسيقية تقليدية تتمثل على الخصوص في "الطعريجة" وقراقيب صفائح الحديد والبندير، متحلقين حول نار ملتهبة تستعمل لتسخين الآلات الموسيقية، وتستمر إلى الساعات الأولى من الفجر.