أخفيكم أنني قد ارتحت كثيرا عندما انتهى إلى علمي بأن قناة الجزيرة الرياضية ستقوم بالنقل المباشر لمباراة المنتخبين العربيين الشقيقين، كما يحلو لواصفيها أن يعبروا. أما مبعث الارتياح فيعود لما أبانت عنه هذه القناة المتخصصة من مهنية عالية في تغطيتها للملتقيات الرياضية ذات الطبيعة الدولية. هذا الشعور بالارتياح سيزداد مع استضافة المعلق الجزائري لخضر بريش، الذي أوكلت إليه مهمة التعليق على المباراة، للاعب الدولي المغربي السابق مصطفى الحداوي في الاستوديو التحليلي قبيل انطلاق أطوار هذا اللقاء الكروي الحاسم؛ بيد أن خيبة كبيرة انتابتني منذ أن أطلق الحكم المصري صفارة البداية، حيث بدا وكأننا اما إحدى القنوات التونسية ليس إلا، خاصة مع التحاق النجم التونسي طارق ذياب بالزميل الجزائري في مهمة التعليق. هذا التحيز غير المبرر لمسناه بشكل سافر عند الفترات التي كان فيها المنتخب المغربي متقدما على نظيره التونسي، حيث ظل الشغل الشاغل للمعلق الجزائري وجليسه هو الحديث المتكرر عن الكيفية التي ستمكن الفريق المضيف من العودة في المقابلة بغية تدارك التأخر الذي كان سيحرمه من حجز بطاقة التأهل إلى مونديال .2006 أكثر من ذلك فقد ظل المعلق الجزائري، رفقة ضيفه، يمعن في الإشادة باللاعبين التونسيين والفرق التي يلعبون لها في الخارج وكذا المؤهلات التي يتوفرون عليها والكفيلة بقلب نتيجة المباراة. في المقابل كنت ألاحظ شحا كبيرا في المعلومات التي تقدم عن اللاعبين المغاربة والتي كانت تخص في الغالب الأعم أفرادا بعينهم في النخبة الوطنية لا يكاد يتجاوز تعدادهم عدد أصابع اليد. والسؤال الذي ظل يحيرني في تلك الأمسية الرمضانية هو عن ماهية السبب الذي يحذو بقناة تحترم نفسها إلى أن تضع نفسها في مثل هذا الموقف الحرج الذي ينال من مصداقيتها ويجعلها هدفا لسهام عديدة من النقد والتجريح . سيما وأن القناة قد آلت على نفسها تمثل مواصفات القناة الرياضية الموجهة للمشاهد العربي على امتداد وطنه من المحيط إلى الخليج. وختاما أقول، من حق القائمين على قناة الجزيرة الرياضية أن يميلوا بعواطفهم لهذا الطرف أو ذاك شرط أن لا يحيدوا عن الموضوعية في تعاطيهم مع الأحداث الرياضية، وبالتالي أن يتفادوا مستقبلا السقوط في شراك الانحياز الفج لطرف بعينه كما حدث ليلة الثامن من أكتوبر حين ارتدت الجزيرة الرياضية قميص المنتخب التونسي رغم أنه لا يسعها!؟