أكدت مصادر طبية فلسطينية الخميس 29-9-2005 أن أعمال القصف والغارات الوهمية التي نفذتها الطائرات الإسرائيلية في قطاع غزة تسببت في أدت إلى ارتفاع حالات الإجهاض خلال الأيام الخمسة الماضية بنسبة تفوق 100% في خان يونس جنوب القطاع. وكشف الدكتور حمودة شعت مدير مستشفى مبارك ونائب مدير مجمع ناصر الطبي أن المستشفى استقبل عشرات الحالات من النساء اللاتي يعانين من إجهاض ونزيف منذ يوم السبت 24-9-2005 الذي بدأت فيه قوات الاحتلال غارتها الفعلية والوهمية على قطاع غزة، مؤكدا أن 21 حالة أجضهت بالفعل وتوفيت الأجنة في بطون الأمهات، إثر تعرضهن لحالة خوف شديد وارتباك نفسي خاصة في ظل سماع الانفجارات الهائلة التي كانت تحدثها الغارات الوهمية التي نفذتها طائرات "إف 16". 4 حالات معدل يومي وقال شعت: إن مقارنة عدد حالات الإجهاض خلال الأيام الخمسة الماضية بالحالات التي كانت تأتي في الأيام العادية يشير إلى زيادة كبيرة تفوق نسبة 100%، لافتا إلى عدد الحالات التي كانت تصل المستشفى في الأوضاع الطبيعية والتي تتراوح بين صفر وحالتين فقط، في حين ارتفع المعدل اليومي خلال الأيام الخمسة الماضية إلى 4 حالات كمعدل يومي. وأكد أن الغارات الوهمية التي نفذتها قوات الاحتلال عبارة عن غارات وهمية لم تقتصر أبعادها على الجانب النفسي، بل أدت إلى هذه الزيادة في حالات الإجهاض من خلال ما سببته من اضطراب نفسي لدى النساء الحوامل، مشيرا إلى أن الانفجارات لها تأثير سلبي جدا أيضا على نفسية الأطفال بشكل خاص حيث تتولد لديهم حالة خوف واضطراب وتبول لا إرادي. 68 غارة فعلية ووهمية وإلى جانب 18 غارة فعلية قصفت فيها أهداف مدنية ونشطين فلسطينيين في أرجاء متفرقة من قطاع غزة، نفذت الطائرات الإسرائيلية منذ يوم السبت 24-9-2005 حتى الأربعاء 28-9-2005 أكثر من 50 غارة وهمية كانت تقوم خلالها بإطلاق بالونات حرارية تحدث دوي انفجارات هائل في السماء، وتسبب حالة من الهلع والذعر والاضطراب النفسي غير المسبوق لدى المدنيين الفلسطينيين خصوصا الأطفال والنساء منهم. ارتباط طردي وقال الدكتور عبد الكريم الفرا رئيس قسم النساء والولادة في مستشفى ناصر بخان يونس إنه لوحظ ارتفاع حالات الإجهاض بين النساء الحوامل في الأيام التي سجل فيها ارتفاع في عدد الغارات التي نفذتها قوات الاحتلال. ففي يوم السبت الموافق 24/9/2005 الذي شهد أول أيام التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة كان هناك ثلاث حالات إجهاض، وفي اليوم التالي حالتان، وارتفع العدد إلى خمس حالات يوم الإثنين 26/9/2005، وخمس حالات أيضا يوم الثلاثاء، أما يوم الأربعاء 28-9-2005 الذي شهد زيادة في عدد الغارات فوصل عدد حالات الإجهاض إلى 6 حالات، فضلا عن وجود حالات أخرى تعاني من نزيف وهي في طور الإجهاض. التفسير العلمي وقال الفرا: إن جميع النساء اللاتي تعرض للإجهاض تحدثن عن حالة اضطراب نفسي وخوف أصابتهن بعد سماع دوي الانفجارات الهائل الذي كان يرافق تحليق الطيران الإسرائيلي، وتسببت هذه الحالة في عملية انقباض في الصدر ونزيف كاد يقود إلى حدوث عملية الإجهاض، مشيرا إلى أن أغلب حالات الإجهاض كانت للحوامل لأول مرة نتيجة حساسية الحمل الأول وتأثره بالوضع النفسي. وفي تفسيره العلمي للأسباب المؤدية لعملية الإجهاض، أوضح أن دوي الانفجارات يؤدي إلى إصابة النساء كباقي المواطنين بحالة اضطراب نفسي وخوف يؤديان إلى زيادة مادة "الأنكلوفين" و"الأندروفين" في الدم، وبالتالي يؤدي إلى خلل واضطرابات عند المرأة مما ينتج عنه نقص في هرمونات الجسم المثبتة للحمل وبالتالي تزيد نسبة الإجهاض. استيقظت مفزوعة وشعرت بالنزيف وقالت المواطنة الفلسطينية مريم خلف الله 35 عاما وهي ترقد على سرير الشفاء بمستشفى ناصر بعد إصابتها بنزيف أدى إلى إجهاض حملها الأول إنها كانت نائمة في منزلها فجر يوم الثلاثاء 27/9/2005، عندما استيقظت مفزوعة من نومها على صوت دوي انفجارات قوية جدا شعرت بأنها استهدفت منزلها المكون من طابق أرضي مسقوف بالقرميد، وذكرت أنها بدأت ترتجف وخلال لحظات بدأت تشعر بأنها مصابة بالنزيف حتى تم نقلها للمستشفى وبقيت تنزف إلى أن أجهضت جنينها بعد حمل استمر 3 أشهر. طبيبة نساء أجهضت وطال الإجهاض الطبيبة رهام الأغا وهي طبيبة نساء وولادة في مستشفى ناصر بخان يونس وقالت إنها كانت نائمة في منزلها عندما سمعت دويا هائلا وانفجارا قرب منزلها استهدف محلا للصرافة في خان يونس فجر الثلاثاء 27-9-2005، أعقبه أصوات انفجارات متكررة من الغارات الوهمية، فاستيقظت واحتضنت إحدى بناتها التي أصيبت بحالة من الهلع، وبعد لحظات شعرت بأنها بدأت النزيف بشكل كثيف، وخلال ساعات كانت أجهضت وهي حامل في الشهر