طالبت الهيئة الدينية الإسلامية بالنمسا الساسة ووسائل الإعلام برد فعل حاسم على الاعتداء على أحد مساجد مدينة لينز بوسط البلاد أثناء صلاة الفجر أوائل الأسبوع الجاري، وحذرت من تعبئة الرأي العام ضد الأقلية المسلمة. وقالت الهيئة وهي الممثل الرسمي لمسلمي النمسا في بيان تحدث عنه موقع إسلام أون لاين أخيرا حينما يتعرض مسلمون لإلقاء حجارة أثناء الصلاة فهذه حادثة تدعو للقلق. وخلال أداء صلاة الفجر بأحد مساجد مدينة لينز يوم 24-9-2005 تعرض المصلون لاعتداء بالحجارة من قبل مجهولين، ولم يصب أحد بسوء. وأدت الحجارة التي سقطت داخل مكان المسجد إلى تكسير زجاج إحدى النوافذ غير أن وجود ستار حال دون إصابة المصلين. وقد أبلغت إدارة المسجد الشرطة على الفور. واعتبرت الهيئة الدينية الإسلامية بالنمسا أن مثل هذا الحادث الناجم عن الكراهية والاستعداد لممارسة العنف ضد الأقليات الدينية هو أمر يجب مواجهته برد فعل حاسم ليس من قبل المسلمين وحدهم، وإنما من القوى الفاعلة بالمجتمع أيضا. وشددت الهيئة في بيانها الذي وجهته إلى الساسة ووسائل الإعلام والمجتمع على حد سواء على أنها تأخذ هذا الحادث على محمل الجد، وترى أن الأحكام المسبقة والانتقادات والاشتباهات والاتهامات الشاملة ستحدث توترًا داخل المجتمع قد يلحق الضرر بالأقلية المسلمة، وحذرت من تحفيز الرأي العام ضد مسلمي النمسا. ولا يعد هذا الاعتداء هو الأول الذي يستهدف مؤسسات إسلامية بالنمسا، فقد سبق أن تعرضت مقابر المسلمين بمدينة لينز لأعمال تشويه عام 2003؛ عندما اعتدى مجهولون على أكثر من 30 قبرًا منها، وحطموا شواهد عدة قبور بعضها لجثامين أطفال. وكانت نفس المقبرة قد تعرضت لاعتداء من مقبل مجهولين في أعقاب هجمات 11 شتنبر 2001 على الولاياتالمتحدة؛ الأمر الذي أثار مشاعر القلق والاستياء بين الأقلية المسلمة. وتعرضت جدران بعض مساجد النمسا لأعمال تشويه شملت كتابة عبارات معادية للمسلمين ووضع ملصقات معادية للإسلام. ويتراوح عدد مسلمي النمسا ما بين 350 ألفا إلى 400 ألف من بين نحو 8 ملايين نسمة هم إجمالي عدد سكان هذا البلد. وأسست الهيئة الدينية الإسلامية عام 1979 لتكون الهيئة الرسمية التي تمثل المسلمين أمام الحكومة النمساوية. ويوجد بالنمسا عدد قليل من المساجد الكبيرة إضافة إلى نحو 300 مصلٍ في مختلف أنحاء البلاد. ويسعى التيار اليميني بالبلاد والذي يتزعمه حزب الأحرار إلى إثارة المخاوف من الوجود الأجنبي خاصة الإسلامي بالنمسا، الأمر الذي بدا جليًّا في دعاية الحزب للانتخابات البلدية التي ستشهدها العاصمة فيينا يوم 23-10-2005.