ذكرت قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء أن أسرة الراحل عبد الله ابراهيم الذي وافته المنية أخيرا دعت إلى احترام حقها في التصرف في مذكراته إن كانت هناك بالفعل مذكرات، ومراعاة ظروف الحداد التي تمر منها الأسرة في هذه الفترة. وجاء في نداء أصدرته الاسرة أنه إذا كانت هناك بالفعل مذكرات، فإن أسرته المقربة وفي غياب وصية واضحة، تمتلك وحدها الحق في جعلها شأناً أسرياً، أو نشرها على العموم في الوقت الذي تختاره، وعبر الوسيلة الاعلامية التي تفضلها، معتبراً أن أي سلوك آخر من هذه الجريدة أو تلك، لن يكون سوى قرصنة متهورة يؤسف لها. وأعربت أسرة عبد الله ابراهيم عن أسفها البالغ لكون بعض الجرائد ادعت وفي الوقت الذي ما نزال فيه نعيش فترة حداد ونتلقى سيلاً من التعازي، أنها تحوز بعض مقتطفات من مذكرات الفقيد، بل شرعت في نشرها وتعميمها على الجمهور، عن طريق النسخ على نطاق واسع. وأضاف النداء هي إذن صرخة من قلب مكلوم نطلقها من أجل إدانة سلوك مثل هذا، ذلك السلوك الذي يعتبر في أرض الإسلام هذه، التي لها تقاليدها وأخلاقياتها، تدنيساً لقبر الفقيد ومساً بذاكرته. وبعدما ذكر النداء بأن الراحل عبد الله ابراهيم كان وطنياً رائداً ترعرع في ظل الكفاح من أجل الاستقلال وتربى كواحد من أهم الفاعلين في الحياة السياسية خلال السنوات الأولى من تحرير بلادنا، أشار إلى أن ذلك يجعل المرء يدرك بسهولة الاستغلال التجاري بالدرجة الاولى الذي أراده البعض من هذه الكتابات باعتبارها جزء من مذكرات الفقيد. وجاء في النداء أيضاً إن الحضور على أعلى مستوى لجنازة الفقيد ومشاركة الطبقة السياسية والنقابية بمختلف ألوانها، والمجتمع المدني بكل تنوعاته، ورجال الثقافة والعلوم والعلماء، ورجال الأعمال، بالإضافة إلى المواطن العادي، يشهد على الشخصية الفذة لهذا الرجل ومسيرته السياسية ونضاله المتميز في المراحل العصيبة جداً من تاريخ شعبنا، مضيفاً أن الفقيد خدم بلاده بتفان ونكران ذات وناضل من أجل كرامة وطنه في السرية، كما ناضل في العلن مضحياً بحريته دون كلل. وخلص النداء إلى القول إن الافتراء على شخصية مرموقة مثل الراحل مولاي عبد الله ابراهيم مباشرة بعد موته هو قلة أدب صادمة وفظة، مؤكداً أن حرية التعبير هي بالضرورة مفيدة ومثمرة، في المغرب كما في غيره شريطة أن يدرك الذين يمارسونها كيف يزاوجون بشكل منسجم بين المهنة وأخلاقياتها