تنطلق بالجامعة المغربية حملة تسجيل الطالب الجديد، مؤذنة بدخول جامعي يحمل معه الكثير من المصاعب تنضاف إلى المشاكل التي يعاني منها الفاعلون التربويون بقطاع التعليم العالي، سواء على المستوى الاجتماعي أو التأطيري التكويني، أو على مستوى التأطير الإداري، وتطال مكونات الفاعلة بالجامعة المغربية، من طلبة وأساتذة وكذا الطاقم الإداري أيضا. وفي تصريح ل>التجديد<، قال الدكتور عبد العزيز أفتاتي أستاذ بكلية العلوم بوجدة، إن تنزيل الاصلاح البيداغوجي يتم بطريقة ارتجالية، ودون الاستيفاء بمتطلباته الضرورية، سواء على المستوى المالي، حيث تقلصت ميزانية التعليم العالي عوض رفعها بنسبة 5 في المائة، كما هو منصوص عليه في الميثاق التربية التكوين، وهو ما سيجعل الدخول الجامعي لهذه السنة، يقول أفتاتي، أكثر صعوبة بالنسبة للأساتذة وللطلبة، خاصة وأن الجامعة المغربية تعاني من خصاص كبير في الأطر التربوية، وأبرز الاستاذ الجامعي فيما يتعلق بالتجهيزات الأساسية، أن هناك نقصا بينا في البنيات التحتية الملائمة والتجهيزات الكافية وكذا الضعف الحاصل في الموارد البشرية، بحيث هناك تذمر واستياء واضح في صفوفهم، خاصة مع دخول الاصلاح سنته الثالثة، حيث هناك إغراق في ما هو إداري وتقني على حساب وظيفتهم الأصلية المتمثلة في التكوين والبحث، وأضاف الأستاذ الجامعي أن مغادرة 2700 إطار تربوي للجامعة، من بينهم 34 في المائة من الأساتذة الباحثين، سيعمق من هذا المشكل، الشيء الذي يتناقض مع رهان الوزارة الوصية في الرفع من الجودة، واستغرب أفتاتي من إصرار الوزارة على المضي في تنزيل الفصول الموالية للاصلاح، بنفس الامكانيات والبنيات التحتية والبشرية، الهشة والضعيفة، رغم الانتقادات الموجهة للوزارة الوصية من طرف أكثر من جهة، واعتبر المتحدث نفسه، أن إصرار الوزارة يجعل الجامعة المغربية تحرم مرة أخرى، موعدها مع إصلاح حقيقي يعيد الاعتبار للجامعة ومكوناتها، بما يجعلها قاطرة حقيقية للتنمية. في الاتجاه نفسه، اعتبر حفيظ اليونسي المسؤول الوطني لفصيل الوحدة والتواصل، أن الدخول الجامعي لهذه السنة يصادف السنة الثالثة لدخول الاصلاح البيداغوجي حيز التنفيذ، بعد عمليات التقييم التي باشرتها هيئات مختلفة، من بينها منظمة التجديد الطلابي، والتي أكدت في خلاصاتها على غياب الجانب الاجتماعي للطالب المغربي في اهتمام الوزارة الوصية، وأكد المسؤول النقابي، أن السنة الجامعية المقبلة ستكون بالنسبة للطلبة، مناسبة لرفع الحيف الممارس عليهم، وإعادة الاعتبار لما هو اجتماعي في الاصلاح، خاصة، يقول اليونسي، مع الزيادة الأخيرة في تذكرة النقل (الحافلات)، التي ستكون لها انعكاسات سلبية على الطلبة، وأكد المسؤول الوطني أن هناك غموضا يلف عملية التفويت التي ستقدم عليها الوزارة في ما يخص الأحياء الجامعية، محذرا من تكرار أحداث السنة الماضية في عدد من المواقع الجامعية، نتيجة التذمر والغموض الذي يلف الاصلاح منذ انطلاقته، عكسته الاحتجاجات المتكررة، تسببت في تدخلات أمنية عنيفة، وأدت إلى احتقان الجامعة في أكثر من موقع، وعرقلت السير العادي للدراسة، و طالب المسؤول الطلابي، بتفعيل مقتضيات الميثاق فيما يخص الملف الاجتماعي.