مع نزول مقادير مهمة من الأمطار على مناطق واسعة من التراب الوطني في الأيام الأخيرة من الشهر المنصرم، يكون الموسم الفلاحي 2004/2005 قد انطلق بشكل فعلي، إذ كان أغلب الفلاحين المالكين لأراضي بورية (وهي تشكل حصة الأسد من الأراضي المزروعة بالمغرب) ينتظرون هطول أمطار بكميات مهمة للشروع في أولى العمليات الفلاحية المتمثلة في حرث الأرض، ثم تسميدها بأسمدة العمق (الفوسفاط والبوتاسيوم)، ثم بذرها بالبذور، حسب طبيعة الاستغلال الزراعي للأرض، سواء كان حبوبا أو خضروات أو قطاني... إلخ. وفي هذا الصدد، أعلنت وزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري في أوائل الأسبوع الجاري عن الكمية المعروضة من البذور المختارة على السوق الداخلية، وقد قدرها وزير الفلاحة، امحند لعنصر، ب 700 ألف قنطار تتوزع بين 480 ألف من القمح الطري، و136 ألف من القمح الصلب، و34 ألف من الشعير، وبيع منها نحو 170 ألف قنطار من النوع الأول، و34 ألف قنطار من الثاني، وألفي قنطار من النوع الأخير وفق قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء. ولضمان سيولة تسويق البذور، أشار المسؤول الحكومي إلى تكثير نقط البيع بإضافة 370 نقطة بيع إلى المتوفرة سابقا لدى الشركة الوطنية لتسويق البذور (سوناكوس)، وتبلغ 15 ألف نقطة بيع. ويتوقع ألا يكون أمام المستغلين الفلاحيين متسع كبير من الوقت لوضع البذور في الأرض، ذلك أن موسم الأمطار يبدأ في الغالب مع منتصف شهر نونبر الجاري، وينصح المختصون بأن يتم البذر قبل هذا الموعد حتى لا يصبح ولوج الحقول مستحيلا مع تبلل التربة. وكانت عدد من جهات المملكة قد عرفت تساقطات بلغ معدلها إلى غاية الفاتح من الشهر الحالي 49 ملمترا، وهو مؤشر مشجع، لأنه أكبر من المعدل المسجل في السنة العادية (36 ملمترا)، وسجلت أهم المعدلات في مرتفعات الأطلس وجهتي الشاوية ورديغة وعبدة دكالة، فيما عرفت المناطق المجاورة للصحراء والأطلس المتوسط معدلات محدودة. ومن جهة أخرى، نقلت وكالة الأنباء المذكورة عن وزارة الفلاحة والتنمية القروية أن المساحة المعدة لزراعة حبوب الخريف وصلت إلى 1,4 مليون هكتار، وهو الحجم نفسه المسجل خلال الموسم الفلاحي الماضي، موضحة أي الوزارة بأن إيقاع أشغال إعداد التربة، الذي ارتفع إلى 400 ألف هكتار خلال الأسبوعين الأخيرين، يمكن أن يعرف وتيرة أسرع فيما يستقبل من الأيام. محمد بنكاسم