في خطوة تصعيدية ضد المقدسات الإسلامية والمسّ بشخص النبي محمد –صلى الله عليه وسلم– ألقى متطرفون يهود الجمعة الماضي رأس خنزير باتجاه مسجد حسن بك الكبير في يافا، وقد كتب عليه اسم النبي الكريم محمد –صلى الله عليه وسلم. وقال محمد أشقر "أبو غازي" عضو مؤسسة الأقصى لاعمار المقدسات الإسلامية في يافا إنه "بعد صلاة عصر الجمعة الأخير عثر في الجهة الجنوبية من فناء ساحة مسجد حسن بك كوفية عربية أحدها حمراء وأخرى سوداء وعقال عربي، وعندما فتحوا الكوفية فوجئوا أنه قد وضع داخل الكوفية رأس خنزير وقد كتب على وجهه عبارة "النبي محمد" باللغة العبرية، كما علق في رأس الخنزير "مسبحة". وقد قام المتواجدون في المسجد بتصوير المنظر الصعب بصور فوتوغرافية وفيديو في الموقع الذي وجد فيه رأس الخنزير، وقد تمّ استدعاء الشرطة على الفور والتي ذكرت أنها باشرت بفتح تحقيق بالحادث. وقالت مؤسسة الأقصى إن "حالة من الغضب والاستنكار الشديد عمّت أهل يافا، خاصة رواد مسجد حسن بك بعد هذا التصرف "الشنيع" الذي يمس مشاعر كل المسلمين، وفي ظل تصاعد وتواصل الهجوم العنصري من قبل متطرفين يهود على المسجد. وأفاد أبو شيخة الشيخ علي أبو شيخة -رئيس مؤسسة الأقصى- ومديرها السيد سامي حلمي ووفد مرافق أن مؤسسة الأقصى ستبادر على التو برفع الجدار المحيط بمسجد حسن بك، وستقوم بإجراءات أخرى من شأنها المحافظة على قدسية المسجد ولمنع تكرار مثل هذا الاعتداء. ومن الجدير ذكره أن الشيخ نوار دكة –مسؤول الحركة الإسلامية في يافا وإمام مسجد حسن بك– قد ذكر أن ضابط شرطة يافا قد اتصل به قبل صلاة الجمعة من يوم أمس وحدثه انه قد وصل إليهم اتصال مفاده انه سيتمّ إلقاء رأس خنزير على مسجد حسن بك، الأمر الذي يشير أن الأمر ليس محض صدفة إنما هو أمر دبّر بليل. "حذرنا مرات عديدة" ومن جهته حمّل الشيخ رجب تيسير التميمي قاضي القضاة رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي في الأراضي الفلسطينية حكومة شارون المسؤولية الكاملة عن هذه التصرفات، وقال في بيان صحفي أصدره اليوم تعقيبا على الحادث: "هؤلاء المتطرفين نموا وترعرعوا في حكومته، وعليها أن توقف هذه الأعمال الإرهابية، التي تمس بمشاعر المسلمين، فهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها متطرفون يهود بالاعتداء على المقدسات الإسلامية، وعلى النبي محمد". وأضاف "لم نقف يوما واحد متفرجين على ما يقوم به هؤلاء المتطرفون، فلقد حذرنا في كثير من الخطب والدروس من تصرفاتهم الإجرامية التي يمكن أن يقوموا بها ضد المسجد الأقصى المبارك وغيره من المقدسات الإسلامية في المناطق الفلسطينية". وتابع التميمي قائلا "يأتي هذا العمل الإجرامي بإلقاء رأس خنزير مكتوب عليه اسم النبي الكريم محمد صلوات الله وسلامه عليه، ليثبت الحقد والكره الدفينين الذين يكنه أبناء صهيون للعرب بعامة والمسلمين بخاصة، فهذا هو الإرهاب الحقيقي". وقال التميمي في بيانه موجها حديثه للأمة العربية والإسلامية: "ليس الأقصى فقط الذي في خطر وإنما جميع مساجدنا ومقدساتنا"، مطالبا بضرورة عقد قمة عربية طارئة للدفاع عن الأقصى والمقدسات الإسلامية في فلسطين باعتبارها إرث الأمة وعنوان هويتها. سلسلة اعتداءات تجدر الإشارة إلى أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها، فقد تعرض مسجد حسن بك خلال الأشهر الماضية لهجمات عدة من قبل متطرفين يهود من إلقاء زجاجات حارقة على المسجد أدت إلى إيقاع الأذى بالمسجد، وكذلك إلقاء حجارة على شبابيكه أدت إلى تكسير عدد من نوافذه، أما الاعتداء الشهير الذي تعرض إليه مسجد حسن بك فهو عام 2001 عندما حاصره حشد كبير من اليهود وقاموا بإلقاء الحجارة نحو المسجد الأمر الذي أدى إلى جرح عدد من المصلين وتضرر شبابيك المسجد بشكل كبير. كما سبق وقام المستوطنون في مستوطنة "كريات أربع" في الخليل، قبل شهرين، بكتابة كلمات نابية بحق الرسول الكريم على جدران المنازل في أحد الأحياء القريبة من المستوطنة. كما قام أحد ناشطي اليمين المتطرف قبل سنوات بوضع رأس خنزير على ضريح الشيخ المجاهد عز الدين القسام في يعبد قرب جنين.