دعا فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" العالم العربي والإسلامي حكومات وشعوباً إلى الوحدة والتصدي للعنف واتخاذ مواقف واضحة لا تحتمل التباساً ، كما دعا فضيلته إلى إنشاء محكمة إسلامية يمكن اللجوء إليها وقت الضرورة لتحديد ما يلتبس على الأمة . جاء ذلك في كلمة ألقاها فضيلة الشيخ سلمان العودة أمام الملتقى الذي تنظمه مؤسسة "اقرأ" السعودية بمدينة شرم الشيخ المصرية ، أكد فيها على ضرورة الوضوح والشفافية في معالجة القضايا الهامة كالإرهاب ، وضرورة أن يلقى مثل هذا المؤتمر اهتماماً من الحكومات العربية والمجموعات التي تنفذ عمليات العنف فهما طرفان مفقودان من هذه العملية وقد لا يسمعان عن هذا المؤتمر.فمثل هذه المشكلات تحتاج منا إلى حلول فكرية وعلى الحكومات أن تفهم ذلك . وأكد الشيخ العودة على أهمية تحديد أهداف المؤتمر وأن يكون هناك موقف موحد واضح من العنف وليس المقصود أن يتحول الأمر إلى "هجاء وسباب" فهذه شيمة الضعفاء أما القوة فتكمن في الحجة والعقل والمنطق كقاعدة للتعامل مع مثل هذه القضايا . وفي شأن التفريق بين المقاومة والإرهاب قال الشيخ العودة: البعض يظنون أن العلاقة بين الإسلام و الغرب أو الإسلام والآخر هي علاقة : إما أن تعتنق الإسلام أو تدفع الجزية أو الحرب ..وهذا غير صحيح فالعلاقة أوسع وأشمل من ذلك بكثير فهي تتسع لتشمل الحياة كلها . وأشار الشيخ سلمان العودة إلى ضرورة توحيد جهود الأمة شعباً وحكومة لأن مثل هذه الأفعال تؤدي بالطبع إلى تخلف الأمة وتأخرها ، كما أوضح فضيلته أن دور المؤسسات الدينية لا يقتصر فقط على نبذ العنف وإنما لابد من أن تكون هناك مشاريع إسلامية لحماية الشباب وأجيال الحاضر والمستقبل ولابد من لقاء علمي له ديمومة ومحدد موعده. ودعا الشيخ العودة إلى إنشاء مركز معلوماتي يقوم بتنظيم وإدارة ندوات وأنشطة تحارب الانحراف والعنف . مؤكداً أن بعض الجماعات التي تعتنق العنف تعتمد في تبرير ممارساتها على الخطاب الديني وعلى بعض الآيات القرآنية التي تستخدم في غير موضعها وتفسر بطريقة مخطئة فالله سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم "واقتلوهم حيث ثقفتموهم .." المقصود هنا ليس في الطريق حيث نجدهم.. المقصود هنا ميدان المعركة ، ومن هنا لابد أن يكون هناك خطاب مقابل يتخذ من الدين قواعد للرد على مثل هؤلاء. وشدد على ضرورة وحدة الأمة شباباً وحكومة وضرورة الحوار مع أصحاب الفكر ومثل هذه المجموعات وليس المقصود بالحوار هنا الضعف وإنما الحوار قوة لمنع المزايدة ولعل ما تطرحه بعض الدول من سبل الحوار يدعونا إلى إعادة النظر مرة أخرى . ولفت الشيخ العودة النظر إلى ضرورة البحث عن أسباب العنف ودوافعه وإن كانت لا تبرر العنف فالخطأ خطأ على اختلاف أسبابه ودوافعه ، وبالطبع هنا لابد من إجراء دراسات علمية لتبحث في أسباب العنف من أجل إمكانية وضع الحلول المناسبة . ويذكر أن ملتقى شرم الشيخ الذي تنظمه مؤسسة "اقرأ" السعودية يشارك فيه مجموعة من العلماء يتناول عدة محاور؛ المحور الأول:الجهاد والإرهاب ..توافق أم تناقض، المحور الثاني:ما هي خسائر الإرهاب في حساب الدين والدنيا؟ المحور الثالث:خريطة الإرهاب والفرق بين الإرهاب والمقاومة وهل الإرهاب صناعة إسلامية أم صناعة عالمية؟ ، المحور الرابع:استراتيجية مواجهة الإرهاب وتصحيح موقف الإسلام منه ، بالإضافة لقراءة في كتب المراجعات لقادة الجماعة الإسلامية المصرية