أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة – المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم – على أهمية دورات إنماء ثقافة الحوار الموجهة لأئمة وخطباء المساجد في المملكة، والتي تتم تحت رعاية وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة بالتعاون مع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني. وقال الشيخ العودة -في حلقة الجمعة من برنامج الحياة كلمة والذي يبث على قناة (mbc) الفضائية-: إن مثل هذه الدورات والتي تشمل 40 ألف خطيب للتدريب على الحوار وأصول العلاقة مع الآخرين، وتنمية وتطوير الذات، تساهم الوصول برسائل إيجابية - للشعب بأكمله في المملكة- في العلاقة الاجتماعية مع الناس، والعلاقة الزوجية، والحفاظ على الاستقرار والوحدة والأمن، كما تساهم في إيصال رسائل ايجابية أيضا في حفظ اللسان وضبطه وعدم الانجرار مع أي قضية وجعلها موضوعا للخطبة ما لم تكن قضية عامة يحتاج الناس كلهم إليها. وأشار الشيخ سلمان إلى الدور الذي يمكن أن يلعبه إمام المسجد الذي يعتبر القائد لهذه المؤسسة من تربية الناس على خلق التسامح وحسن الخلق، وحسن الظن بالآخرين، وهي معاني نحتاج إلى تكريسها وتدعيمها في مجتمعاتنا. وأكد فضيلته أهمية المسجد الذي يحتشد فيه الناس كلهم من كبار وصغار، مقيمين ومواطنين يوم الجمعة في ظل صمت مطبق منهم، للاستماع والإنصات إلى الخطيب بأمر شرعي من المولى جل وعلا ، مما يشعر الإنسان بحرقة وحرارة وحرمان أن تمضي هذه اللحظات المقدسة في قضايا قد لا تكون كبيرة الفائدة للناس، أو قد تكون مهمة ولكن هناك أهم منها، أو قد يترك الأمر فيها لقناعة المتحدث دون أن تكون ثمة مساعدة له على تطوير ذاته ، مما يؤكد على أهمية البرامج التدريبية لهؤلاء الخطباء. وأوضح العودة أن المسجد هو المَعلم الأساس والبارز في بلاد الإسلام، فإن أي شخص يقدم من خارج المملكة أول ما يتعرف عليه من خلال الناس هو المسجد، الذي يجب أن نحافظ على نظافته وانضباطه وجودته، بل ـ ايضًا ـ على اللوحات المعلقة فيه والتي يجب أن تكون معبرة عن قيمة حضارية أو معنى راقي نريد أن يحتشد الناس حوله بحيث تكون معبرة عن الروح العامة التي نريد أن تصل إلى الناس جميعا ، وليست معبرة عن مفهوم خاص أو ضيق أو رؤية محددة أو فتوى قد يحتاج إليها قليل من الناس ، مشيدا بدور وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد والقائمين عليها في هذا الإطار.