بدأت امس عائلات 17 جنديا بريطانيا لقوا مصرعهم في العراق، محاولاتهم لمقاضاة رئيس الوزراء توني بلير وكبار المسؤولين عن «جر البلاد الى حرب غير قانونية». وأوضح فيل شاينر، وهو محامي العائلات، ان ذوي الضحايا يأملون بإقناع المحكمة بفتح تحقيق مستقل تشرف عليه سلطات قضائية مدنية ، بملابسات مقتل ابنائهم جراء قرار الحرب الذي كان مسؤولاً مسؤولية مباشرة عن مصابهم الاليم. وتسعى العائلات الى وضع وزير الخارجية جاك سترو، وجيف هون وزير الدفاع السابق ورئيس الاركان الاميرال مايكل بويس السابق، في قفص الاتهام الى جانب بلير. وتساءل شاينر لدى خروجه من المحكمة ظهر امس «لماذا أرسل هؤلاء العسكريون الى العراق» للمشاركة في «حرب كانت غير مشروعة أدت في النهاية الى موت ابناء وبنات هذه العائلات من دون اسباب وجيهة». ومن المتوقع ان تنظر المحكمة في طلب العائلات خلال شهر سبتمبر (ايلول) القادم. جدير بالذكر، ان شاينر بات وجهاً مألوفا منذ حوالي سنة ونصف السنة، لاسيما انه لعب دوراً فعالاً في رفع عدد من القضايا ضد الجيش البريطاني باسم عائلات عراقية قتل ابناؤها او تعرضوا للاساءة على ايدي جنود بريطانيين. وكان الى جانب المحامي الذي يعمل في شركة «محامو المصلحة العامة» في المحكمة امس، روز جنتل وريغ كي، وهما والدة ووالد جنديين شابين لقيا مصرعهما في جنوب العراق. وكانت جنتل قد بدأت حملة شعواء ضد بلير منذ مصرع ابنها غوردون في البصرة عام 2004، وهو في اوائل العشرينات. وقد دعيت الى مقر بلير الرسمي في 10 داوننغ ستريت اثر مقتل نجلها. لكنها لم تجد سوى جون بريسكوت نائب رئيس الوزراء في استقبالها هي وابنتها، فاحتجت بصخب مطالبة بحضور بلير شخصياً. وتردد انها خرجت من المبنى حين قطعت الامل من رؤية الزعيم البريطاني وهي تندد وتشجب بصورة أحرجت بريسكوت. أما كي، فربما دخل التاريخ ليلة الخامس من مايو (ايار) حين وقف وراء بلير وعقيلته شيري وراءه وهو يلقي كلمته كمرشح منافس لرئيس الوزراء على مقعد دائرة سيدجفيلد البرلماني. فقد ألقى عبارات قليلة مؤثرة كوالد مفجوع بابنه الشاب، مطالباً بلير فقط بالاعتذار عما فعله كي يصبح بوسعه ان يطوي صفحة الماضي. وارتسمت علامات التوتر الواضح على وجه رئيس الوزراء عندما كان كريغ يتحدث، وثمة من يعتقد ان هذه الصور لن تختفي عن الشاشة البريطانية.