تواصل الرابطة المحمدية للعلماء مشروع برنامجها الذي استهلته انطلاقا من ندوة: مناهج الاستمداد من الوحي، مرورا بمناهج العلوم: أزمة تنزيل أم منهج، وندوة القيم في السياق المعاصر ومقاصد الشريعة، لتتواضع على عنوان "الوحي والعالم جدلية مرجع الوجهة ومرجع الحركة في عالم متغير" ، الذي حضرها ثلة من نخب العالم الاسلامي (لبنان، موريتانيا، الجزائر، السودان، مصر) بمعية أطر وباحثي مراكز الرابطة المحمدية للعلماء و أعضاء المجلس الأكاديمي للرابطة المحمدية. واستهلت الندوة، التي نظمت يوم الثلاثاء 17 ماي 2016 بالرباط، بمداخلة مركزية توجيهية لكل من الدكتور أحمد عبادي الأمين العام للرابطة والدكتور رضوان السيد أستاذ الدراسات الاسلامية، الجامعة اللبنانية، وفي كلمة الدكتور أحمد عبادي، اعتبر أن "واقع المسلمين اليوم يندرج ضمن الواقع العالمي، وهذا الواقع يتسم بالتركيب والتعقيد والتشبيك، ومن أجل تفكيكه لابد من حزمة أنزمة ومعاول نقدية، وتأهيل الفرد لتكون له الأهلية من أجل فهم الواقع". واعتبر أن تواضع الرابطة المحمدية على هذا العنوان جاء من هذا الوعي الذي تحقق، وبعد مروره على أهم الموضوعات الفكرية والمعرفية التي تناولتها الندوات الدولية السابقة عرج على تشخيص لواقع الفكر الاسلامي وعلاقته بالواقع، وأكد على أن الأطر المرجعية والانساق المعرفية في مجالنا التداولي مفقودة مما يستلزم جهدا مؤسساتيا عبر التشبيك وتكاثف الجهود لخلق مدركات جماعية وتصورات جديدة نبني بها الحركة ونحدد بها الوجهة، وقال بأن أهم الكليات في نظره التي تعتبر حاكمة للوجهة هي التوحيد و العمران والتزكية. وأضاف أن هذا المبتغى لن يتأتى إلا بضبط الحوار مع الكتابين، لأن الحوار مع الكون يعطي الحركة، والحوار مع الوحي يحدد الوجهة، واعتبر أن حالة الخلف التي تعيشها الأمة راجعة إلى علاقة الفصل الموجودة بين الوحي والكون، ولما تعود العلاقة الى الوصل، سوف تنبثق شرارة الحضارة والتقدم والنهضة كما حصل سابقا. واعتبر الدكتور أحمد عبادي أن الحركات "الجهادية" المتطرفة في الأمة نتاج لفقدان مرجع الوجهة و بوصلة الحركة. كما حدر عبادي من تنامي "التيار الالحادي الصامت" المنتشر بالعالم العربي جراء حنقه من تنامي خطاب التطرف باسم الدين والقتل باسم الله، بالإضافة إلى عدم الإجابة عن إشكال التخلف. وللخروج من حالة التخلف يقترح الدكتور أحمد عبادي، تجديد مناهج الاستمداد على النحور الوظيفي في قراءة الآيات، والرؤية تنظم الحراك (الحراك التعارفي)، والحكامة، و القياس، و النسج بين القدرات، والتشبيك والمبادرة الفكرية والمؤسساتية، واعتماد نظرية الكليات، وامتلاك القدرة على التسمية والتقويم، والتأسيس لأعمدة لتحد من الشتات في الأمة. وتجدر الإشارة إلى أن أشغال الندوة الدولية تتواصل يوم الأربعاء 18 ماي 2016 لليوم الثاني بمقر الرابطة المحمدية للعلماء، بحي المحيط بالرباط.