قال مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق: إن أكراد العراق لن يقبلوا بفرض هوية إسلامية على العراق، رافضا الدعوات التي تطالب أن يكون العراق بالكامل جزءا من الأمة العربية، معتبرا أن ذلك من حقوق الأكراد التي لا مساومة عليها. وخلال اجتماع طارئ للبرلمان الكردستاني في أربيل (053كم شمال بغداد) أول أمس السبت قال بارزاني: لا مساومة على الحقوق الأساسية للشعب الكردي... نحن نحترم كافة الأديان وبالأخص الدين الإسلامي لكونه دين الأغلبية، ولكن لن نقبل بفرض هوية إسلامية على العراق. وانتقد بارزاني الدعوات التي تطالب بأن يكون العراق جزءا من الأمة العربية. وقال: ليكن الجزء العربي من العراق جزءا من الأمة العربية، ولكننا لسنا جزءا من الأمة العربية. وأوضح أنه ليس مع تأجيل الدستور؛ لأن الأوضاع ستسير نحو الأسوأ... قانونيا لدينا الحق في الرفض إذا لم يضمن (الدستور) كافة حقوقنا. وشدد بارزاني على أن الأكراد الآن شركاء في هذا الوطن وفي إعادة بنائه. وقال: إذا كانوا يريدون منا المشاركة في بناء العراق فيجب تأمين كافة حقوق شعبنا، ويجب أن يعلموا أننا لسنا قوة معارضة، وإنما نحن شركاء في هذا الوطن. وقال بارزاني: نحن نخطو خطوات مصيرية، وسيتقرر مصيرنا في هذا الدستور. ووصف بارزاني مرحلة كتابة الدستور بالفرصة الذهبية. لكنه قال: إن الفرصة ستضيع إذا لم نقم بما هو ضروري. وأشار إلى أن هناك نقاطا مهمة؛ منها هوية العراق والحدود الجغرافية لكردستان وقضية البشمركة (الميليشيا الكردية) والموارد الطبيعية. وكانت الجلسة الطارئة التي عقدها البرلمان الكردستاني في أربيل دامت ساعتين ونصف الساعة بحضور كافة أعضاء البرلمان وعددهم 111 عضوا. وقال السياسي الكردي غفور مخموري أمام جلسة البرلمان: إن كل ما قدمه الأكراد للجنة صياغة الدستور من مطالب هي خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها. وأضاف أن الأكراد لن يتنازلوا بشأنها لأنها الحد الأدنى لحقوقهم.. وما زالت هناك عدة نقاط أساسية مثيرة للجدل بين أعضاء لجنة صياغة الدستور وعددهم 17 عضوا. ويأتي على رأس تلك النقاط قضيتا الفيدرالية وكيفية اقتسام الموارد في دولة فيدرالية، اللتان تعدان من العقبات الرئيسية أمام لجنة كتابة الدستور. ويوافق الشيعة بصفة عامة على مفهوم الفيدرالية، لكنهم يريدون تفسيرا فضفاضا بشكل أكبر. لكن العرب السنة يعارضون بقوة رؤية الأكراد لدولة فيدرالية، ويعتبرون ذلك مقدمة لتفكك العراق. كما يخشون فقدان السيطرة على حقول النفط بشمال العراق وحول مدينة كركوك لحساب الأكراد. ويعتبر دور الإسلام من النقاط المثيرة للجدل.