أختي أسطر لك هذه الكلمات بأوراق من الأشجار وحبر من الدموع، مرجعي في ذلك الغيرة على هذا الدين ثم حب الخير لك. ومن أعماق قلبي أحدثك حديث الروح تحركه القلوب بلا عناء، ويوما ما سينقطع بنا المطاف لنصل إلى نهايته المحتومة الموت، ثم القبر، فإن كنت من أهل الجنة يفسح لك في قبرك مد بصرك، ويفتح لك باب إلى الجنة يأتيك من طيبها وريحها ويرسل الله لك من يؤنسك حتى تقوم الساعة وهو عملك، وأما إن كنت والعياذ بالله من أهل النار فيضيق عليك في قبرك حتى تختلف أضلاعك، ويفتح لك باب إلى النار يأتيك من سمومها ونارها. ثم البعث والحشر فالعرض والحساب! فإلى مقام أبدي ومقر دائم ومسكن خالد. أختاه انتبهي فالخطر يحوم حولك من كل مكان. إنها الحرب ولكنها حرب ناعمة تشن ضدك حرب ملاحها أفكار سامة ولباس ماجن وإعلام فاسد، حرب ضدك وضد الطهارة والعفاف أهدافها قتل العفة والحياء عندك وعند كل فتاة مسلمة، وطبعا بعد ذلك قتل الإسلام. إنه لمن المؤسف أن تؤثر الموضة والأزياء على بعض النساء فتخرج من بيتها بعد أن خلعت عنها حجابها وغطت به القرآن لتبدأ حياة الضياع التي تعيشها كل فتاة غربية بعيدة عن دين الإسلام. أختاه، وبعد أن علمت هذا هل ترضين أن تكوني سلعة تباع وتشترى، أو جسدا دون روح قيمتك به هو أن تكوني سبب الهزيمة للإسلام. فالمرأة لؤلؤة كرمها الإسلام وأهداها صدفة تحميها وتنير طريقها هي الحجاب. قال عز وجل: (يا أيها النبيء قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلاليبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) وقال المصطفى الأمين: "صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". فأسألك بالله يا أختي من هي الفتاة العاقلة التي لا تريد الجنة ولا رائحتها؟ ولكن الحجاب الذي أعنيه ليس مجرد ستر لبدن المرأة فقط! إن الله عز وجل شرع الحجاب ليكون "الحصن الحصين" الذي يحصن المرأة و"السياج الواقي" الذي يعصم المجتمع من الفتنة و"الإطار المنضبط" الذي تؤدي المرأة من خلاله وظيفة صناعة الأجيال وصياغة المستقبل، وبالتالي المساهمة في نصرة الإسلام. أختاه الغالية: راجعي نفسك وأعيدي حساباتك قبل فوات الأوان واسألي الله أن يرزقك حياء كحياء عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم "أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر وأشدها حياء عثمان". واعلمي أختاه أن لكل ذنب مغفرة فسارعي إلى التوبة من جميع الذنوب والمعاصي وسيجعل الله لك السيئات حسنات لقوله عز وجل: (إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما) الطفلة جهاد ربَّاح