ندد الفقيه الشيعي مقتدى الصدر بشدة بموقف قوات الاحتلال الأمريكية والبريطانية خلال الاشتباكات التي اندلعت الأسبوع الماضي في مدينة الصدر في ضواحي بغداد وفي البصرة جنوب العراق. وقال في خطبة الجمعة تحثت عنها بعض وكالات الأنباء أمس في مسجد الكوفة على بعد 120 كلم الى الجنوب من بغداد إننا نستنكر وندين ما قامت به قوات التحالف في مدن البصرة والعمارة والديوانية وفي مدينة الصدر. وأضاف الآن وقد بدا واضحا عجز القوات الأمريكية فإن على الحوزة أن تاخذ على عاتقها إدارة الحكومة. يأتي هذا في الوقت الذي أعلنت فيه قوات الاتحاد الوطني الكردستاني عن إلقاء القبض على طه ياسين رمضان، نائب الرئيس العراقي السابق صدام حسين، في حين لم تؤكد أطراف محايدة هذا الخبر أو تنفيه. الرئيس الأمريكي جورج بوش اعتبر من جهته أن ما أسماه قوات حليفة ستخفف اعتبارا من هذا الخريف من العبء والمعاناة التي تتحملها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق خاصة في ظل تصاعد هجمات المقاومة الشرسة والخسائر الفادحة للاحتلال. وأضاف بوش في مقابلة نشرها البيت الأبيض بعد مقابلة مع إذاعة وتلفزيون القوات المسلحة سجلت في 14 غشت في قاعدة سان دييجو الأمريكية (كاليفورنيا) هذا الخريف، سوف ترون قسما كبيرا من بعثات خ ما أسماه - حفظ النظام يتقاسم المهمات مع قوات الاحتلال . ولكن بوش لم يوضح متى سيعود الجنود الأمريكيون إلى منازلهم ، وقال سأحاول عدم تحديد استحقاق مصطنع، أحاول أن أكون واقعيا حول الوقت الذي سيتطلبه هذا الأمر لتحقيق مهمة معقدة. وفي وقت يشتكي فيه الجيش الأمريكي من تعرضه لضغط قوي حول نشر الجنود في العالم (العراق وأفغانستان، ليبيريا)، أشار الرئيس بوش إلى أن القوات البريطانية ما تزال في العراق وتوقع دخول كتيبة بولندية كبيرة إلى العراق قبل الرابع من شتنبر المقبل. وأضاف ستقدم دول أخرى الدعم أيضا وليس فقط الكتيبة البولندية ولكن أيضا الكتيبة البريطانية. وأشار أيضا إلى الجهود الأمريكية من أجل تشكيل جيش وشرطة عراقيين جديدين، زاعماً أن الفكرة هي أنه في وقت ما سيكون الجيش العراقي قادرا على حماية خطوط التموين بالطاقة ومنع عمليات النهب. وأضاف سيساعد هذا الأمر في حال تولى آخرون غير مقاتلينا الأمريكيين حماية شبكة الكهرباء. وادعى الرئيس الأمريكي أن غزو العراق نجح بأسرع مما كنت أتصور وهو يشكل جزءا لا يتجزأ - مما أسماه - الحرب على الإرهاب التي شنت غداة اعتداءات 11 شتنبر .2001 ومعلوم أن سيرجيو فييرا دى ميليو المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى العراق وصف الاحتلال الأمريكي للعراق بأنه مذل ويحمل في طياته الكثير من الإهانة لمشاعر العراقيين. ونقلت وكالة الأنباء أمس عن ميليو في حديث لصحيفة استادو دى ساو باولو البرازيلية أنه لا يريد أن يرى أي أثر للاحتلال في العراق مشيرا إلى أن المحتل لا يستطيع فرض الأمن. وشدد دى ميليو على ضرورة أن تحترم القوات الأمريكية العادات الاجتماعية للعراقيين وأن تبدى المزيد من المراعاة لمشاعرهم خلال قيامها بعملياتها العسكرية، بما في ذلك الغارات على المسلحين المشتبه فيهم مشيرا إلى أن الأمر الأكثر أهمية هو ما أوضحته الولاياتالمتحدة منذ بداية الحرب في مارس الماضي من أن الاحتلال هو أمر مؤقت. أحمد حموش