ذكرت قناة الجزيرة الفضائية أمس أن مسؤولين عسكريين أمريكيين أعلنوا أن الجيش الأمريكي يجري تحقيقات تتعلق بما لا يقل عن 11 حادث انتحار في صفوف عناصره الموجودة في العراق وقعت مؤخراً ولم يتم الكشف عن هوية أصحابها بعد. وذكرت القناة ذاتها أن الدلائل تشير إلى أن ارتفاع معدل المنتحرين في صفوف العسكريين الأمريكيين في الآونة الأخيرة يؤكد على وجود علاقة قوية بين إقدام بعض الجنود على مثل هذا الفعل وبين العمليات العسكرية التي يقومون بها في العراق، والتي أثرت سلباً على معنوياتهم مع ارتفاع وتيرة المقاومة العراقية. وأضاف المصدر نفسه أن المتحدث باسم قوات المارينز في العراق أكد أن القيادة العسكرية للاحتلال الأمريكي تجري تحقيقا في خمسة حوادث انتحار بين صفوف قواته في العراق، بينما تحقق قوات المارينز في الحوادث الأخرى. وقد أعلنت بعض المواقع الأخبارية أمس أن قوات الاحتلال استدعت فريقا من الأطباء النفسيين الأمريكيين لمساعدتهم في البحث عن الأسباب التي تقف وراء انتشار هذه الظاهرة في صفوف عناصرها. وأوضحت صحيفة الأندبندت البريطانية أمس أن الجيش الأمريكي لم يكشف عن أرقام رسمية لحوداث الانتحار في صفوفه، غير أن الخبراء العسكريين يؤكدون أن العدد الإجمالي لهذه الحوادث يزيد على 11 باعتبار أن جيش الاحتلال الأمريكي في العراق لا يضع بعض الوفيات غير معلومة الأسباب في عداد حوادث الانتحار!. وحسب قناة الجزيرة دائما فقد أوضح خبير نفسي في الجيش الأمريكي أن حوادث الانتحار تتراجع، تقليديا، في ظروف العمليات العسكرية حيث يشغل الاهتمام بالبقاء على قيد الحياة كل اهتمام الجنود، الأمر الذي يبقيهم بعيدين عن الانشغال بالهموم الخاصة والمشكلات العائلية. إلى جانب ذلك، فإن الجنود الأمريكيين لا يستهلكون، في العادة، الكحول الذي يدفعهم نحو الانتحار دون تفكير. وأضافت الجزيرة أن مدير برنامج منع حوادث الانتحار أكد أن البرنامج سجل في عام 2001 أكثر المعدلات انخفاضا على امتداد ربع قرن، ولكن المعدل عاد ليرتفع بعد هجمات 11 شتنبر. وأوضح أن الجيش عاد ليزيد فاعلية عمل البرنامج بإنفاق نحو مليون دولار إضافية على أعمال التدريب المتعلقة بمنع حوادث الانتحار. في السياق ذاته، ذكرت البي بي سي أمس أنه على الرغم من حديث القيادة العسكرية البريطانية في العراق عن تحقيق استقرار نسبي في الأماكن التي توجد بها، فإن الأشخاص العاملين ضمن تلك الكتائب يرون أنه حان الوقت لكي يعودوا إلى بلدهم وإلى ذويهم بعيدا عن شمس العراق الحارقة. وأكدت القناة الإخبارية البريطانية أن خطر الموت الذي يحدق بالجنود البريطانيين في كل لحظة، إضافة إلى ظروف العيش الصعبة داخل العراق المحتل يجعل العديد منهم يحتجون على وضعيتهم المتأزمة، ويطالبون القيادة العسكرية بوضع حد لهذه المأساة. يشار إلى أن بعض المواقع الإخبارية أكدت نبأ إقدام 15 جنديا بريطانيا على الانتحار خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الظروف المأساوية التي يعيشونها في العراق المحتل. على صعيد متصل تحدثت الأنباء أمس عن مقتل شخص وإصابة 24 آخرين في مواجهات مسلحة ليلة أول أمس بين عناصر من تنظيم مقتدى الصدر وأنصار المرجع الشيعي علي السيستاني في مدينة كربلاء جنوبي العراق. واندلعت هذه المواجهات حسب ما أوردته بعض المواقع الإخبارية أمس بعد محاولة مائة من عناصر جيش المهدي الذي شكله الصدر أواخر الأسبوع الماضي الاستيلاء على ضريحي الإمامين الحسين والعباس في كربلاء التي تبعد 110 كلم جنوب بغداد. لكن أنصار السيستاني حسب المصادر ذاتها تمكنوا من دفعهم إلى التراجع إلى مسجد قريب حيث قاموا بمحاصرتهم قبل طردهم منه صباح أمس. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلن فيه دبلوماسي أمريكي أمس أن بلاده تريد من مجلس الأمن أن يصوت على مشروع القرار المعدل الذي قدمته بشأن العراق بحلول اليوم الأربعاء. وقال المسؤول الأمريكي إن مشروع القرار وهو الصيغة المعدلة الثالثة التي قدمتها واشنطن يهدف إلى الحصول على أوسع قدر من التفاهم داخل مجلس الأمن، موضحا أن النص عرض رسميا أمس الثلاثاء على المجلس، ولم يستبعد أن يكون النص قابلا للتعديل قائلا إننا مع ذلك نقترب من النهاية. وكانت فرنسا وألمانيا قد رحبتا بالصيغة الجديدة لمشروع القرار الأمريكي المدعوم من بريطانيا وإسبانيا، في حين شددت الصين وروسيا على ضرورة أن يبين مشروع القرار بوضوح الدور المركزي للأمم المتحدة وأن يضع جدولا زمنيا محددا لإعادة السيادة إلى العراق. وحسب بعض المتتبعين فالصيغة المعدلة لا تنص على موعد لإنهاء الاحتلال، لكنها تطلب من مجلس الحكم الانتقالي أن يقدم قبل 15 من دجنبر القادم برنامجا زمنيا لصياغة دستور وإجراء انتخابات. التجديد+وكالات