أقرَّت وزارة شئون المحاربين الأمريكية بارتفاع معدلات الانتحار في صفوف العسكريين الأمريكيين إلى أكثر من 25% خلال السنوات القليلة الماضية، وقالت: إن حوالي 18% من المحاربين القدماء ينتحرون يوميًّا في الولاياتالمتحدة. وقالت وزارة شئون المحاربين القدماء الأمريكية التي تعقد مؤتمرًا لمنع الانتحار في واشنطن هذا الأسبوع: إن معدلات الانتحار في صفوف المحاربين القدماء ارتفعت بنسبة 26% بين عامي 2005 و2007م. وأشارت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان لها إلى أن أكثر من 30 ألف أمريكي ينتحرون سنويًّا، 20% منهم أي أكثر من 6 آلاف من المحاربين القدماء؛ وهو ما يعني أن حوالي 18 من العسكريين السابقين ينتحرون يوميًّا. وتعليقًا على هذه الأرقام، قال الكاتب الأمريكي آرون جلانتز، مؤلف كتاب "معركة واشنطن ضد محاربي أمريكا القدماء": "جيد أن نرى وزارة المحاربين القدماء تعترف أخيرًا أن هناك وباءً من الانتحار بين المحاربين القدماء في العراق وأفغانستان". وأضاف جلانتز: "سوف نرى الآن ما إذا كانت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما راغبة في العمل على هذه المعلومات؛ حيث قتل كثيرون من المحاربين القدماء أنفسهم، بعدما تخلَّت عنهم وزارة المحاربين القدماء، وهو عار على المستوى القومي ويجب أن يتوقف". ومن جانبه، قال ضاهر جمايل وهو صحفي أمريكي من أصل عراقي: إن الأرقام الجديدة الخاصة بزيادة أعداد العسكريين المنتحرين مؤشر على مشكلات منهجية تزداد سوءًا وانتشارًا، وتؤثر على النظام العسكري للرعاية الصحية العقلية". وقال جمايل، مؤلف كتاب "الرغبة في المقاومة": إنه أجرى مقابلةً مؤخرًا مع الدكتور كرينان مانيون، وهو طبيب نفسي بالجيش الأمريكي، كان مسئولاً عن علاج ضباط مشاة البحرية الأمريكية الذين خدموا في العراق وأفغانستان. ووصف مانيون ما يحدث مع الجنود العائدين بأنه "حالة انهيار نفسي"، وقال: "عندما تتعامل مع ضغط متراكم من الحراسة المستمرة، وبسبب التعرض المتواصل للخطر، والقتال المركب والدوريات، وخسائر الأصدقاء، والإنهاك الكامل... ثم يكون لديك مشكلات أسرية ومشكلات في العلاقات، وفوق كل هذا يخبرك قادتك أنه ليست لك قيمة، فإنك لا تستطيع أن تفكر بشكل مستقيم بعد ذلك".