هدد الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بشن ما وصفها بعمليات استشهادية ضد قوات الاحتلال الأمريكي في حال دخولها العتبات المقدسة لدى الشيعة. ودعا الصدر أتباعه في خطبة الجمعة الماضية في الكوفة إلى الاستمرار في مقاومة الاحتلال. وفي أول اعتراف بسقوط قتلى أمريكيين، أفاد مراسل القسم العربي في بي بي سي بالبصرة بمقتل جنديين أمريكيين فى ميناء البصرة العراقي، وإصابة ستة آخرين جراء العمليات الاستشهادية التى قامت بها المقاومة العراقية الليلة ما قبل الماضية (ليلة السبت/الأحد) وأدت لوقف تصدير النفط وإغلاق ميناء البصرة وانقطاع الكهرباء عن الميناء. وتعتبر المرة الأولى التي تستخدم فيها المقاومة زوارق بحرية فى شن هجوماتها مما أدى إلى ارتباك شديد وحالة هلع فى صفوف القوات الأمريكية والبريطانية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الإسلامية، والتي قالت إن حجم الخسائر الحقيقية الأمريكية والبريطانية لم تتضح بعد. وجاءت الهجمات بعد ثلاثة أيام من هجمات مشبوهة على سجن أبوغريب وأخرى بسيارة مفخخة على مراكز للشرطة في البصرة خلفت أكثر من 70 قتيلا. كما تأتي الهجمات على ميناء البصرة في ختام يوم دام من الهجمات المتفرقة في العراق أوقعت ما لا يقل عن 50 قتيلا عراقيا وجرح 60 آخرين إضافة إلى مصرع ثمانية من جنود الاحتلال الأميركي. من جهة أخرى، قام رئيس الوزراء الأسترالي جون هاوارد، مقتفيا أثر الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزيره في الدفاع رامسفيلد، وسط إجراءات أمن مشددة، بزيارة مفاجئة إلى العراق لتفقد قواته المنتشرة هناك. وهبطت طائرة هاوارد بمطار بغداد قبيل فجر أمس الأحد في زيارة تستغرق ست ساعات في اليوم الذي يحيي فيه الأستراليون ذكرى قتلاهم في الحروب. وأفاد بيان حكومي بأن هذه الزيارة اعتراف بالتضحية الكبيرة وبالإسهام الذي يقدمه الجنود الأستراليون هناك في ظل ظروف صعبة. وهذه أول زيارة لهاوارد منذ أن أرسل ألفي جندي من قوات بلاده للمشاركة في غزو العراق، واستبدلهم ب 850 جنديا. يشار إلى أن أستراليا من أقرب حلفاء الولاياتالمتحدة وكانت ثالث دولة ترسل قوات عسكرية ضمن التحالف الأمريكي-البريطاني في العراق. وفي الفلوجة اتفق الوفد المفاوض عن أهالي المدينة مع قوات الاحتلال الأمريكي على سريان وتثبيت وقف إطلاق النار في المدينة المحاصرة منذ الخامس من الشهر الجاري. وتضمن الاتفاق الذي توصل إليه الجانبان خلال جولة جديدة من المفاوضات عقدت في القاعدة الأمريكية قرب الفلوجة، زيادة عدد العائلات التي يسمح بعودتها يوميا إلى المدينة، وتسيير دوريات مشتركة بين القوات الأمريكية وقوة الدفاع المدني والشرطة العراقية على أن يتم تحديد خط سيرها مسبقا وذلك اعتبارا من يوم غد. كما اتفق الجانبان على إزالة جميع مظاهر التسلح غير الرسمية، وفي حال تطبيق هذه الشروط فإنه سيرفع الحصار عن المدينة. وكان 12 شخصا من أفراد عائلة واحدة قتلوا وأصيب 19 آخرون عندما قصفت طائرات أمريكية قرية النعيمية جنوب الفلوجة. كما أعلنت قوات الاحتلال أن جنود المارينز قتلوا نحو 30 مقاوما عراقيا في اشتباك وقع الليلة الماضية قرب المدينة. وقالت مصادر في قوات الاحتلال إن أكثر من ألفين من مشاة البحرية الأمريكية يستعدون لشن هجوم جديد في غضون أيام على هذه المدينة المحاصرة إذا رفض المقاتلون العراقيون في المدينة تسليم أسلحتهم الثقيلة ولم تسفر المفاوضات عن اتفاق. وحذر إمام وخطيب مسجد أم القرى ببغداد أحمد عبد الغفور السامرائي من انتفاضة عامة في عموم العراق إذا ضربت الفلوجة مجددا. سياسيا قال الحاكم الأمريكي في العراق بول بريمر إنه سيتم استدعاء ضباط كبار سابقين في الجيش العراقي المنحل للمساعدة في إعادة بناء هيكلية الجيش الجديد. وقال بريمر للتلفزيون العراقي إن غالبية هؤلاء الضباط الذين يتمتعون بسمعة طيبة سيتولون مهمات في الأشهر المقبلة كلما نما الجيش العراقي، مشيرا إلى أن الجنود العراقيين سيوضعون تحت قيادة ضباط عراقيين كبار برتبة لواء بعد الثلاثين من يونيو القادم. وأضاف أنه سيتم قريبا إعادة آلاف المدرسين والمئات من أساتذة الجامعات العراقيين الذين أبعدوا عن الإدارة بسبب انتمائهم لحزب البعث إلى العمل. وقال المتحدث باسم سلطة الاحتلال في العراق دان سينور إن ذلك لا يعني حدوث أي تغيير في سياسة اجتثاث البعثيين، لكنه استدرك بأن هناك إجراءات غير عادلة حدثت في السابق ويجري الآن العمل على إصلاحها. وأشار إلى أن الجيش العراقي الجديد سيفتح أبوابه أمام ضباط من الجيش العراقي السابق مادامت أيديهم غير ملطخة بالدماء، على حد قوله.