أورد موقع بي بي سي البريطاني في خبر له أول أمس السبت أن الكنيسة الانجليكانية حثت كنائسها حول العالم بالضغط على الشركات التي تدعم الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية. وصوت المجلس الأنجليكاني الاستشاري الذي انعقد في مدينة نوتينجهام البريطانية بالإجماع على هذا القرار. ويأتي هذا القرار عقب تحركات بعض الجامعات البريطانية التي قاطعت جامعات صهيونية، وعقب قيام الكنيسة المشيخية الأمريكية بدراسة بيع أسهم في شركات تجني أرباحا من جراء الاحتلال، كما يأتي عقب بيان من مجلس الكنائس العالمي، وهو هيئة عالمية تجمع المسيحيين غير الكاثوليك يدعم تجريد مثل تلك الشركات من الاستثمارات. وتدرس الكنيسة الأسقفية الأنجيليكانية الرئيسية بالولايات المتحدة ما يمكن أن تتخذه من إجراءات ضد شركات تشارك في عمليات هدم المباني وبناء المستوطنات وغيرها من الأنشطة ذات الصلة بالاحتلال الصهيوني. بعبارات صريحة، هذه دعوة للمقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني، غير أن المدهش أنها تأتي من قلب الدولة التي رعت وأخرجت وعد بلفور المشؤوم، وتأتي أيضا من واشنطن الدولة الراعية للكيان الصهيوني وفق رؤية ملفقة تجمع بين الإنجيل ونبوءات الكهنة الإنجيليين. وفي هذا بلاغ لقوم يمشون في ركاب التطبيع ويقيمون العلاقات مع الكيان الغاصب رغم أنهم عرب ومسلمون. فهل يكون هؤلاء المسحيون أكثر نضالية ومقاومة منا نحن معشر العرب والمسلمين، فكيف يدور الزمان وتتبادل الأدوار وتنقلب المواقف. شيء آخر يهم المناضلين المعتصمين بحبل مقاومة التطبيع، وهو أن في الدنيا عدة هيئات ومنظمات وأشخاص على استعداد للتعاون وتنسيق المواقف لهزم ظلم الكيان الصهيوني وإحلال العدل والسلام الذي يجمع بين جميع أتباع الأديان والكتب السماوية ومحبي السلم والتعايش والأمان، ويكفي أن نبحث عنهم ونمد اليد لهم لمولد جبهة عالمية عريضة لمقاطعة الكيان الغاصب.