نقلت تقارير صحافية (واشنطن بوست، بي بي سي...) وإخباريات متصلة بأخبار الكنيسة (خدمة أخبار الكنيسة) أخيرا أن الأساقفة الأنجليكانيين الأفارقة متذمرون من الحالة التي وصلت إليها الكنيسة الأنجليكانية بالولايات المتحدةالأمريكية التي لم تتردد في الإعلاء من شأن أسقف مثلي، وهدد الأساقفة برفض المساعدات المادية الأمريكية. وقد فجر هذا الاضطراب السؤال عن حالة الجنسية المثلية المتعلقة بالهبة المالية لاتحاد المثليين في الأبراشية الكنسية بوستمنستر الجديدة وإعلاء شأن غين روسبون في الكنيسة الإنجيلية بالولايات المتحدةالأمريكية. وازداد الاضطراب مع تصريح القس تومان شاو أن قواعد الكنيسة الأنجليكانية ترفض الاعتراف بزواج المثليين، إلا أن هبة اتحاد المثليين ستتواصل، ولكن ليس من أجل الاحتفال بهذا الزواج. كما أثر زواج القسين المثليين أوتي شارل برفيقه بكنيسة بسان فرنسيسكو على سمعة الكنيسة الإنجيلية ولم يتوقف صداه على المستوى المحلي. وأضافت التقارير الصحافية أن مجموعة من القساوسة يتابعون قضائيا من لدن الكنيسة الإنجيلية بسبب شذوذهم المثلي. وفي اجتماع كبار الأساقفة بإفريقيا في نيروبي برئاسة النيجيري بيتر أكينولا، رئيس مجلس المناطق الإنجيلية بإفريقيا، صرح المشاركون عقب اللقاء عن موقفهم الرافض للموقف الأحادي الذي اتخذته الكنيسة الإنجيلية الأمريكية، والقاضي بإعلاء شأن قس شاذ مثلي، لأنه مخالف لإرادة الله، كما هو مثبت في النصوص المقدسة. وأعطى رجال الكنيسة الأفارقة مهلة ثلاثة أشهر للتراجع عن هذا القرار، وهددوا أيضا برفض المساعدات المالية الأمريكية، رغم أنهم الأفقر من أتباع هذا المذهب، إذ إن 70 بالمائة من ميزانية المجلس الإنجيلي الإفريقي تأتي من مصادر غربية. وقد اعتبر المسؤولون عن الكنيسة التصريحات الإفريقية >حالة رمزية تدل على قلقهم الشديد<. وقال بيتر أكينولا إنه لن يتم شراؤهم بالمال. وفسرت المصادر الصحافية ذاتها الموقف الإفريقي بأنه راجع إلى نظرة الوسط الإفريقي السلبية لسلوك الشاذين مثليا، لكنها تضيف أنه راجع لمسألة أساسية متعلقة بالأخلاق والروح. إلا أن قطع العلاقات الاقتصادية والمساعدات الإنسانية بين الكنيسة الإفريقية والأمريكية إلى حدود الآن، ليس رسميا، بل هو مجرد تصريحات شفوية وغير منشورة، وتطبيقها عمليا سيولد مجموعة من المشاكل الحقيقية على صعيد الكنيسة الإنجيلية، على الرغم من أن المساعدات المالية لسنة 2004 قد تم صرفها لكثير من المناطق الإنجيلية الإفريقية. وأوضحت التقارير الصحافية من جهة أخرى، أن هذا القرار الإفريقي الإنجيلي يأتي مع العلم أن بعض القساوسة هم أكثر تحررا مثل دسمون تيتي (من جنوب إفريقيا)، الذي يرى >أن التوجه الجنسي للقس لا يطرح مشكلا في قبوله في خدمة المذهب<. وهو الرأي نفسه الذي دعا إليه نيدانكو، أبراشي إفريقي عصري، إذ دعا هذا الأخير الأفارقة الإنجليين >إلى التظاهر بوعي واتزان، كما يجب القبول بما يتعلق بالجنسية المثلية والعمل سويا<. وتؤكد مصادر ذات صلة بالموضوع أن الحوار الإنجيلي بين القساوسة الأمريكيين والأفارقة لن ينتهي في الأيام المقبلة، ولكن اختلاف المواقف سيؤثر على وحدة الشعور الإنجيلي أكثر. عبدلاوي لخلافة