أعلام مغاربة محمد بن محمد بن يبش العبدري (753 ه) العف المشتغل بما يعنيه هو محمد بن محمد بن يبش العبدري من أهل غرناطة يكنى أبا عبد الله ويعرف بابن بيبش حاله كان خيرًا منقبضًا عفا متصاونًا مشتغلًا بما يعنيه. ولد بغرناطة في رجب ثمانين وستماية (860 ه). مضطلعًا بالعربية عاكفا عمره على تحقيق اللغة مشاركًا في الطب. متعيشًا من التجارة في الكتب. أثرى منها وحسنت حاله. وانتقل إلى سكنى سبتة إليعام اثنتين وخمسين وسبعماية. ونقل إلى بلده فقعد للاقراء به إلى أن توفي. وجرى ذكره في بعض الموضوعات الأدبية بما نصه: معلم مدرب مسهل مقرب له في صنعة العربية باع مديد، وفي هدفها سهم سديد، ومشاركة في الأدب لايفارقها تسديد، خاصى المنازع مختصرها مرتب الأحوال مقررها، تميز لأول وقته بالتجارة في الكتب فسلطت عليها منه أرضة آكلة وسهم أصاب من رميتها شاكلة، أترب بسببها وأثرى وأغنى جهة وأفقر أخرى، وانتقل لهذا العهد الأخير إلى سكنى غرناطة مسقط رأسه ومنبت غرسه، وجرت عليه جراية من أحباسها ووقع عليه قبول من ناسها، وبها تلاحق به الحمام فكان من ترابها البداية مشيخته. قرأ على شيخ الجماعة ببلده أبي جعفر بن الزبير وعلى الخطيب أبي عبد الله بن رشيد، والوزير أبي محمد بن المؤذن المرادي والأستاذ عبد الله بن الكماد وسمع على الوزير المسن أبي محمد عبد المنعم بن سماك. وقرأ بسبتة على الأستاذ أبي إسحاق الغافق. شعره أنشدني بدار الصناعة السلطانية من سبتة تاسع جمادى الأولى من عام اثنين وخمسين المذكور عند توجهي في غرض الرسالة إلى السلطان ملك المغرب قوله يجيب عن الأبيات المشهورة التي أكثر فيها الناس وهي: يا ساكنا قلبي المعنى وليس فيه سواك ثان لأي معنى كسرت قلبي وما ألتقى فيه ساكنان تحلتني طايعًا فؤادًا فصار إذ حزته مكان لا غرو إذا كان لي مضافًا اني على الكسر فيه بان وقال يخاطب أبا العباس عميد سبتة أعزه الله وهي مما أنشدنيه في التاريخ المذكور: وقد أنا ملك الغر التي سيب جودها يفيض كفيض المزن بالصيب القطر أتتنى منها تحفة مثل عدها إذا انتضيت كانتكمرهفة السمر هي الصفر لاكن تعلم البيض انها محكمة فيها على النفع والضر مهذبة الأوصال ممشوقة كما تصاع سهام الرمى من خالص التبر فقبلتها عشرًا ومثلث أنى ظفرت بلثم في أناملك العشر وأنشدني في التاريخ المذكور في ترتيب حروف الصحاح قوله: أساجعة بالواديين تبوئى ثمارًا جنتها حاليات خواضب دعى ذكر روض زاره سقى شربه صباح ضحى طير طما عصايب غرام فؤادي قاذف كل ليلة متى مانأى وهنا هواه يراقب. وتوفي عام ثلاثة وخمسين وسبعماية (753 ه)، ودفن بباب البيرة وتبعه من الناس ثناء حسن رحمه الله. عن كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة للسان الدين ابن الخطيب