أجمع خبراء وفعاليات اكاديمية بطنجة، الاربعاء، أن المدن الذكية تلعب دورًا حاسمًا في تعزيز التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة في المجتمعات الحضرية، وذلك من خلال استخدام تقنيات حديثة تسهم في تعزيز كفاءة الخدمات والمرافق العامة. وبمناسبة انعقاد الدورة التاسعة للمؤتمر الدولي حول المدن الذكية وتطبيقاتها بطنجة، على الذي تنظمه كلية العلوم والتقنيات بطنجة بالتعاون مع الجمعية المتوسطية للعلوم والتنمية المستدامة، تم مناقشة مجموعة من القضايا الحيوية المتعلقة بالتطورات التقنية الحديثة. وتناول المشاركون في المؤتمر مواضيع متعددة، منها استخدام "التوأم الرقمي"، الذي يمثل نماذج رقمية للمباني والطرق ويعتمد على محاكاة الواقع لدعم اتخاذ القرار في التخطيط الحضري. وفي هذا الإطار، قال محمد بن أحمد، عضو اللجنة المنظمة، إن المدن الذكية تساهم بشكل كبير في تحسين إدارة الموارد، مستشهدًا بنماذج ناجحة مثل برشلونة وأمستردام و"طنجة تيك"، التي تهدف إلى تحويل طنجة إلى مدينة صناعية ذكية تتوفر على بنية تحتية رقمية متطورة. وأضاف راني المعوش، الباحث بالمدرسة الخاصة للأشغال العامة والبناء والصناعة بباريس، أن المؤتمر يوفر منصة لتبادل الأفكار والخبرات حول كيفية تطبيق التقنيات الجديدة في المدن، مشيرًا إلى أهمية النقاشات حول التحديات التي تواجه المدن الذكية، وكيف يمكن استخدام التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة للسكان. وأشار مصطفى الهرموزي، الأستاذ الباحث وعضو اللجنة المنظمة، إلى أن هذه المبادرات ليست فقط لتحسين الجوانب التقنية، بل تعزز أيضًا الجاذبية الاقتصادية للمدن، مما يشجع على الاستثمار وخلق فرص العمل. كما أكد على أهمية تحسين جودة الهواء واستغلال الموارد الطبيعية بشكل مستدام كجزء من رؤية المدن الذكية، مما يساهم في دعم التنمية المستدامة. وتضمنت العروض العلمية المبرمجة في المؤتمر مجموعة من المواضيع مثل "المدن الذكية: محفز لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، و"التجديد المستدام للمباني: من الرقمنة إلى المساعدة في اتخاذ القرار"، و"ملاحة ضمن المتاهة السوسيو-تقنية لحكامة البيانات بالمدن الذكية"، و"اللوجستيك الحضري المستدام: أنظمة النقل المشترك والعربات الكهربائية".