قال الرئيس الإيراني محمد خاتمي أمس الأربعاء، في أعنف تحذير حتى الآن للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن إيران ربما تستأنف تخصيب اليورانيوم إذا تم إقرار مسودة قرار تنتقد بلاده لعدم تعاونها على نحو كاف مع مفتشي الأممالمتحدة. وقال خاتمي، وفق ما كتبت وكالة رويترز، للصحافيين: إذا صدر هذا القرار فإن إيران لن يكون لديها الالتزام الأخلاقي لتعليق تخصيب اليورانيوم. ووصف مسودة القرار التي أعدتها بريطانيا وألمانيا وفرنسا بأنها سيئة جدا، لكنه قال إن طهران ليس لديها النية لأن تحذو حذو كوريا الشمالية وتنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. كما هدد رئيس مجلس الشورى غلام علي حداد بعدم تصديق المجلس على البروتوكول الإضافي الجديد إذا استمرت الضغوط الدولية على طهران بشأن الملف النووي. وقال حداد في كلمة أمام نواب المجلس إن البرلمان الإيراني يرفض أي ضغوط من الترويكا الأوروبية بشأن التصديق على البروتوكول الذي يلزم إيران بقبول عمليات تفتيش مفاجئة لمنشآتها النووية. وفي أنقرة قال وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي في تصريحات على هامش منظمة المؤتمر الوزاري الإسلامي إن بلاده قدمت معلومات كاملة عن برنامجها النووي لوكالة الطاقة الذرية. يأتي ذلك في أعقاب تصاعد حملة الإدارة الأمريكية على طهران للكشف عن حقائق برنامجها النووي. فقد طالب المتحدث باسم الخارجية الأمريكي ريتشارد باوتشر مجلس حكام وكالة الطاقة الذرية بإصدار قرار صارم يلزم إيران بالتعاون الكامل وحل القضايا العالقة بشأن برنامجها النووي. كما ردد البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي الأمريكي تصريحات مماثلة تطالب طهران بالشفافية في تعاونها مع الوكالة والتخلي عن طموحاتها النووية، وتدعو الوكالة للضغط بجدية على إيران للتعاون مع المفتشين الدوليين. وارتكز تصعيد الضغوط الأمريكية على انتقادات المدير العام للوكالة محمد البرادعي التي وجهها إلى التعاون الإيراني مع الوكالة. وكان البرادعي وهو يعلق في بداية اجتماعات مجلس حكام الوكالة أول أمس، قد وصف التعاون الإيراني بأنه غير مرضٍ بالدرجة المطلوبة. وأضاف أن هناك سؤالين متعلقين ببرنامج التخصيب الخاص بطهران لا تزال الوكالة الذرية غير قادرة على الإجابة عنهما، وهما حجم برنامج بي/2 للدفع المركزي الإيراني المتطور ومصدر آثار اليورانيوم المخصب التي عثر عليها في إيران. وأشار إلى أن طهران يجب أن تقدم للمجتمع الدولي الضمانات التي يريدها فيما يختص بأنشطتها النووية. وقال دبلوماسيون في فيينا إن الولاياتالمتحدة تضغط خلال اجتماع مجلس الحكام كي تحدد الوكالة الذرية مهلة لإيران للتعاون بشكل كامل. وصرح البرادعي بأن تحديد المهلة من شأن الدول الأعضاء، لكن تصريحاته أكدت أنه على طهران أن تتوقف عن المماطلة وتغيير تفسيراتها.