سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لجنة القدس تقرر إرسال مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني، وجلالة الملك يقول في القمة العربية: الإصلاح ينطلق من المبادرة بتصفية المناخ العربي من كل الخلافات
دعا جلالة الملك محمد السادس القمة العربية، التي انتهت أشغالها أمس(الأحد) في تونس، إلى بعث "رسائل قوية مفادها أننا سباقون للإصلاح الذاتي". وشدد جلالة الملك، في خطاب إلى القمة العربية السادسة عشر على ضرورة احترام هذا الإصلاح الذاتي ل»المسار الخاص لكل شعب، والحوار مع الغير، في نطاق التفاعل البناء بين المرجعية الإسلامية والكونية، والتمسك بالأمن الشامل في أبعاده الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإنسانية، الذي يكفل لكل الشعوب سيادتها ووحدتها الوطنية والترابية». وأضاف جلالته أن الطريق إلى هذا الإصلاح يمر عبر اعتماد «استراتيجية عملية لبناء عهد جديد في علاقاتنا، ومع محيطنا الدولي، ولتأهيل أجيالنا الصاعدة للانخراط في الحداثة، بالاندماج في المبادئ السامية المتعارف عليها عالميا، وعاملين على مكافحة التخلف والتطرف والإرهاب». وأكد جلالة الملك محمد السادس، في هذا السياق، أن استهداف الإرهاب بكل أشكاله «لنهجنا الإصلاحي الشامل لا يعادله إلا إدانتنا الشديدة له، وعملنا الدؤوب على التنسيق الاستراتيجي مع جيراننا وشركائنا، والمجتمع الدولي، سواء لمحاربة عصاباته وشبكاته العدوانية أو للقضاء الجذري عليه». وحدد جلالته الخطوات والإجراءات الكفيلة بالقضاء على الإرهاب في «تحصين الدولة والمجتمع بالديمقراطية والتنمية، والتربية السليمة، والإعلام الحر المسؤول، وترسيخ روح المواطنة العصرية القائمة على قبول الاختلاف، والتحلي بالتسامح والانفتاح على الآخر». وأكد جلالة الملك أن نجاح القمة العربية الحالية، التي تنعقد «بعد مخاض عسير وفي ظرفية إقليمية ودولية حاسمة وتحولات متسارعة»، يتطلب «قيامنا بأنفسنا وفي تضامن عربي ومساندة دولية صادقة لجهودنا، بإصلاح الأوضاع العربية، باعتباره نهجا قويما، تمليه مرجعيتنا الإسلامية، التي تعد أحد الروافد الأساسية للمرجعية الكونية، الرائدة في تكريسها للكرامة والمساواة بين الناس واعتبار طلب العلم فريضة، وتلازم الحرية بالمسؤولية، والعدل والشورى، والتضامن والانفتاح والتسامح والاجتهاد». ولاحظ جلالة الملك أنه بالرغم من أن هذا الإصلاح يظل مطلبا منشودا، فهو ليس نموذجا نمطيا جاهزا، بقدر ما هو «تفاعل تلقائي ومسار شاق وطويل وبناء تدريجي وإرادي متواصل لا حد لكماله». وحث جلالة الملك، في هذا الصدد، على ضرورة التعامل مع مختلف المبادرات الدولية التي تهم المنطقة العربية والاسلامية «بعقلانية وتبصر وانفتاح، وبروح بناءة، ما دامت القيم الكونية التي تدعو إليها تعد من صميم مرجعيتنا الإسلامية». وأكد جلالة الملك أن السبيل لتحقيق هذا الإصلاح يمر عبر «تغيير آليات عمل جامعة الدول العربية المتجاوزة»، وينطلق من المبادرة ب»تصفية المناخ العربي من كل الخلافات والقضاء على كل بؤر التوتر وخلق أجواء التآخي الفعلي باندماج اقتصادي عربي تدريجي مرتكز على إقامة تجمعات جهوية، مثل الاتحاد المغاربي رغم عوائقه الظرفية، ومجلس التعاون الخليجي بمساره المتميز، ومناطق للتبادل الحر على شاكلة اتفاق أكادير الواعد، ومعتمد لمنهجية التشارك بين السلطات الحكومية والمجالس المنتخبة والقطاع الخاص وهيآت المجتمع المدني في انفتاح على جميع شركاء المنطقة». كما عبر جلالة الملك عن حرصه الأكيد على تفعيل مسلسل برشلونة «باعتباره إطارا واقعيا وملائما لشراكة منسجمة مع محيطنا، في مرونة وتكامل وانفتاح على ما يقتضيه التطور من إقامة آليات جديدة لتنويع شراكتنا وتوسيعها». وأفاد، من جهة أخرى، بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أول أمس السبت أنه بأمر من جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، تقرر إرسال مساعدات إنسانية إلى الشعب الفلسطيني، وخاصة سكان مدينة رفح، الذين يتعرضون للهجومات العدوانية الصهيونية. و م ع بتصرف