صرح الناطق الرسمي باسم القصر الملكي حسن أوريد مساء أول أمس الأحد أن جلالة الملك محمد السادس عبر عن أسفه لتأجيل القمة العربية السادسة عشرة، التي كان مقررا انعقادها في تونس أمس الإثنين. كما صرح المصدر نفسه، حسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن جلالته يدعو إلى مزيد من التشاور والتنسيق في التباحث حول مشاريع القرارات والبيانات المزمع رفعها إلى القمة في احترام كامل لأراء وطروحات كل دولة. ودعا جلالة الملك إلى حشد كل الجهود لعقد القمة العربية تحت رئاسة تونس الشقيقة في أقرب الآجال، وذلك استجابة لتطلعات الشعوب العربية في تحقيق التضامن العربي، وتطوير منظومة العمل العربي المشترك والقيام بالإصلاحات الضرورية والملائمة لمسايرة المتغيرات، التي يعرفها العالم، وفق خصوصيات وظروف كل دولة من الدول الأعضاء في الجامعة العربية. وشدد جلالة الملك على الاهتمام بالمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية، مع اعتبار الظروف الدقيقة والضاغطة التي تمر بها المنطقة، والتحديات والرهانات التي تواجهها . وزير الشؤون الخارجية والتعاون محمد بن عيسى، من جهته، أعلن أنه بدأت صباح أول أمس الأحد مشاورات مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بغرض بحث إمكانية عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب. وقال بن عيسى، في تصريح للإذاعة الوطنية، إن قرار تأجيل القمة كان مفاجئا، مشيرا إلى أن وزراء الخارجية حاولوا استدراك ما يمكن استدراكه، ولكن يضيف الوزير اعتقد أن إعلان تأجيل القمة كان قد تم إقراره بصفة نهائية. وأوضح الوزير، حسب قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه رغم المفاجأة يجب التعامل مع هذا الواقع، مذكرا أن المملكة المغربية، بصفتها رئيسة مجلس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، تبحث مع الأمانة العامة للجامعة سبل تجاوز هذه المرحلة وجمع الشمل العربي. وأشار المسؤول الحكومي إلى أن البيان التونسي بخصوص تأجيل القمة يغني عن أي تفسير أو تعليق، وقال في هذا الإطار بكل تأكيد هناك عدد من التراكمات لموضوع الخلافات... وأعتقد أنه لا داعي الآن للعودة لوضع الملح على الجرح، مضيفا أنه علينا أن نستدرك هذا الوضع... وأن نعمل في ما بيننا نحن العرب على استشراف الطريق، الذي يفرضه علينا الظرف، وتفرضه علينا التحديات والرهانات في منطقتنا وفي العالم. وأبرز وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن لا أحد يعرف خلفية ما وقع بالتمام والكمال، وأن القرار صدر متأخرا بالليل. وقال المسؤول الحكومي في هذا السياق أعتقد أنه ليس من الحكمة التسرع في التكهن، متابعا بالقول: الآن نعمل جاهدين على أن نبلور ظرفا جديدا نحقق فيه العودة إلى جمع الشمل العربي. وأوضح الوزير أنه مهما اختلفنا فالواقع لا يرتفع، وأن لا شيء يمنعنا من الاجتماع والبحث في سبل التغلب على هذه الأسباب، وقال الوزير نحن لا نعرف كل الأسباب بكل صراحة، ولا أعتقد أن هناك من يعرف الأسباب، هناك تكهنات، والعالم لن ينتهي بتأجيل القمة العربية في تونس.