أكدت مصادر من مجموعة العمل الوطني لمساندة الشعب الفلسطيني والعراقي أنه تقرر إلغاء مؤتمر الأئمة والحاخامات العالمي، الذي كان سينظم في الفترة الممتدة بين 31 ماي الجاري والثالث من يونيو المقبل بمدينة إفران. وقالت المصادر إن مجموعة العمل الوطني قد توصلت برد مكتوب من جامعة الأخويين بإفران تخبرها فيه بإلغاء المؤتمر المذكور، مشيرة إلى أن الرد تضمن أيضا تنديدا بالمجازر الصهيونية المرتكبة في فلسطين. وقد سبق أن أخبر خالد السفياني، المنسق الوطني للمجموعة، الحاضرين في الوقفة التضامنية مع الشعبين الفلسطيني والعراقي التي نظمت أمام ممثلية منظمة الأممالمتحدة بالرباط مساء يوم الجمعة الماضي، أن «مؤتمر الحاخامات والأئمة، الذي كان سينظم في مدينة إفران قد وقع إلغاؤه»، وذلك، يضيف السفياني، بسبب «استمرار المغاربة في النضال الموحد من أجل فلسطين ومن أجل العراق، وفي الإيمان بأن النصر قادم من شأنه أن يحقق المعجزات ضد المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة العربية والإسلامية». وفي علاقة بالوقفة التضامنية، احتشد زهاء مائتي شخص أمام ممثلية منظمة الأممالمتحدة بالرباط مساء يوم الجمعة الماضي، احتجاجا على الهجمة العدوانية التي يقترفها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني، ومثلها تلك التي تقودها قوات الاحتلال الأمريكي في العراق. ورفع المنددون، في هذه الوقفة، التي نظمتها مجموعة العمل الوطني لمساندة الشعب الفلسطيني والعراقي، شعارات شجب وإدانة للجرائم التي ترتكبها الآلة الأمريكية والصهيونية في فلسطين والعراق، داعين، في هذا الصدد، إلى «ضرورة إجراء محاكمة دولية لمعاقبة مقترفي هذه الجرائم». كما شدد المحتجون، الذين اختلفت مشاربهم بين السياسية والمدنية والجمعوية والنقابية والإعلامية، على ضرورة مواصلة النضال من أجل تحرير فلسطين والعراق، مرددين في هذا السياق شعارات من قبيل: الرنتيسي ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح والشيخ ياسين ارتاح ارتاح، سنواصل الكفاح. ولم يفت المحتجين التعبير عن التضامن مع المناضل الفلسطيني وعضو المجلس التشريعي الفلسطيني مروان البرغوثي، الذي أدانته محكمة صهيونية أخيرا بتهمة ارتكاب جرائم قتل. وتماشيا مع إجماع المحتجين في الوقفة المذكورة على الاستمرار في خيار عدم التطبيع ومقاطعة بضائع العدو، قال السفياني، في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن «هذه الوقفة التي تحضرها قيادات المجتمع المدني والسياسي المغربي تجسد إجماعا مغربيا ضد جرائم الاحتلال، ومقاومة كل أشكال التطبيع الذي يعتبر خيانة وطنية وقومية وإنسانية ودينية»، يقول السفياني، داعيا في الآن ذاته إلى أن تشمل المقاطعة البضائع الأمريكية وكذا المؤسسات الأمريكية أيضا». واعتبر سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، من جهته، هذه الوقفة جزءا من وقفات كثيرة تقفها مجموعة من الفعاليات السياسية والمدنية والجمعوية للاحتجاج على الصمت العربي أمام الجرائم البشعة للكيان الصهيوني، مطالبا أن «يكون هنالك برنامج نضالي للفعاليات السياسية والجمعوية المغربية للتعبئة من أجل التضامن مع الشعب الفلسطيني والتعبئة من أجل التضامن مع الشعب العراقي أيضا في هذه المحنة الفظيعة التي يعيشانها معا». أما محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، فصرح لالتجديد على هامش الوقفة التضامنية، أن هذه الأخيرة، وإن كان لم يتخذ القرار بتنظيمها إلا عند حدود مساء الخميس الماضي، فقد عرفت حضورا متميزا لعدد من الفعاليات المتنوعة والممثلة لجميع القوى الحية بالمغرب، وهو ما يعبر، وفق رأي الحمداوي، عن أن «المغرب فيه روح مساندة للمقاومة بشكل عفوي»، مثلما يبين أن «خيار المقاومة، الذي انتشر على مستوى الأمة جمعاء، خيار لا رجعة عنه، وهو الطريق إن شاء الله لتحرير فلسطين والعراق ولتراجع الهجمة الأمريكية الصهيونية على الأمة العربية والإسلامية». يشار إلى أن آلة الدمار الصهيونية تنفذ في مدينة رفح الفلسطينية منذ 13 من شهر ماي الجاري حملة عدوانية أسقطت العشرات من الشهداء والمصابين، وسط صمت عربي ودولي، ماعدا قرار الإدانة اليتيم الذي صوت عليه نهاية الأسبوع الماضي مجلس الأمن الدولي، باستثناء الولاياتالمتحدةالأمريكية. يونس البضيوي