اعتبر الشيخ عبد الرحمن شيبان، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أن تخاذل القادة العرب والمسلمين وتفرقهم وراء احتلال أراضي المسلمين وانتهاك أعراضهم وحرماتهم في العراق وفلسطين. وقال الشيخ شيبان لموقع إسلام أونلاين «إن داء الأمة العربية والإسلامية في رؤسائها، فلو أن أمرهم متفق وكلمتهم جامعة وصفهم واحد لما احتُلت أراضي المسلمين ولما انتُهكت أعراضهم وحرماتهم وهُدمت بيوتهم وسُجن أولادهم وعُذبوا». وكشفت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية في الفترة الأخيرة عن صور ووثائق تظهر قيام عناصر من القوات البريطانية والأمريكية بانتهاكات بحق العديد من السجناء والسجينات العراقيين في سجن أبو غريب غرب بغداد، تضمنت اغتصاب أسيرات وإجبار أسرى عراقيين على ممارسات جنسية شاذة، كما كشفت منظمة هيومان رايتس ووتش الأمريكية المعنية بحقوق الإنسان ارتكاب القوات الأمريكية عمليات تعذيب بحق أسرى أفغانستان شبيهة بما يحدث بالعراق. وأشار الشيخ شيبان إلى أن الإسلام يفرض على القادة العرب والمسلمين «الوقوف صفا واحدا للدفاع عن حرماتهم ومقدساتهم بموالاة من يواليهم ومعاداة من يعاديهم». ورأى أن القادة العرب والمسلمين «لو أعلنوا موقفا حازما من الولاياتالمتحدة وإسرائيل الآثمة المعتدية لما وصلنا إلى هذه المهانة التي نعيشها يوميا في بغداد والبصرة وكل مدن العراق، وفي غزة والضفة الغربية وكل أرض فلسطين، وفي أفغانستان، وفي كل أرض يتواجد بها المسلمون». واستشهد بقول الله تعالى: (إنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)، مشددا على أن «من تخاذل وتقاعس من القادة العرب والمسلمين عن أداء واجب نصرة المسلم يتحمل مسؤولية ما يحدث للشعب المسلم في العراق وفلسطين». ومحليًّا، طالب الشيخ شيبان الحكام في الجزائر ب»بذل جهودهم لوضع حد للعدوان الأمريكي والإسرائيلي الآثم في أفغانستان والعراق وفلسطين، وفي كل بقعة إسلامية في العالم». وحدد واجب المواطنين الجزائريين تجاه إخوانهم المضطهدين في العراق وفلسطينوأفغانستان بقوله: «من له مال ينفق ماله في سبيل نصرة إخوانه، ومن بيده اتخاذ موقف سياسي يفعل ذلك دون تخاذل، ومن يملك سلاحا يقدمه للذود عن المظلومين». وساهمت جمعية العلماء، التي تحظى بتقدير الجزائريين، بقدر كبير في نشر تعاليم الإسلام ومحاربة الفساد والشعوذة إبان فترة الاستعمار الفرنسي للجزائر بين عامي 1830 و,1962 وفي شحذ همم الجزائريين للثورة على المستعمر. وأسس الجمعية وقادها الشيخ الراحل عبد الحميد بن باديس، وعلى الرغم من مكانة الجمعية الكبيرة لدى الجزائريين، فإنها تعاني من إهمال السلطات الجزائرية، وتفتقد للدعم المالي الذي تحصل عليه جمعيات ومنظمات أقل شأنا منها.