أمام عجز الحكومات العربية والإسلامية عن الوقوف في وجه دولة الكيان الصهيوني، يأتي دور العلماء الذين يتصدرون الصفوف ويرسمون للأمة خطوط البداية.. فانتشرت فتاوى العلماء التي تحرم شراء البضائع الأمريكية والصهيونية والمتاجرة فيها حتى أصبحت المقاطعة حقيقة لا شعارا. وكانت فتوى الشيخ يوسف بن عبد الله القرضاوي، في وجوب دعم انتفاضة الأقصى وضرورة مقاطعة البضائع الأمريكية والصهيونية، قد أثارت ردود فعل كبار حاخامات اليهود الذين طالبوا باغتيال د.القرضاوي بسبب تأجيجه الرأي العام الإسلامي، وفي التقرير الذي رفعه قسم "رصد تفوهات علماء الدين الإسلامي" التابع للحاخامية الكبرى في دولة الكيان، وضع القرضاوي على رأس قائمة أشد علماء المسلمين خطورة ضد الدولة العبرية، ووصل الأمر بكبير حاخامات اليهود في دولة الكيان إلى انتقاد الحكومة الصهيونية لعدم تحركها لإسكات أصوات هؤلاء العلماء. لا يجوز التعامل مع اليهود بأي حال من الأحوال يقول فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس قسم بحوث السنة بجامعة قطر: لا يجوز التعامل مع اليهود بأي حال من الأحوال، لأنهم جميعًا عسكريون محاربون للإسلام وأهله، احتلوا أرضنا، وداسوا مقدساتنا، واعتدوا على حرماتنا، ولا زالوا يمارسون اعتداءهم ليل نهار، وفي شأنهم قال تعالى:(إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون) الممتحنة 9، ونحن لا نملك الجهاد بالسلاح الآن، خاصة أننا يحال بيننا وبينه، فلم يبق معنا أي سلاح إلا المقاطعة، فوجب على المسلمين مقاطعة اليهود اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا، وكذلك المحاربين من أهل الكتاب كالصرب والأمريكان المعتدين، والهندوس وكل من حارب الإسلام أو أعان على حربة. التعامل الاقتصادي مع الكيان الصهيوني خيانة وكان قد دعا الدكتور نصر فريد واصل، مفتي السابق للديار المصرية، الدول العربية والإسلامية إلى مقاطعة الكيان الصهيوني اقتصاديًا وعدم التعامل معها بالبيع والشراء، أو بالاستيراد والتصدير أو بأي شكل من الأشكال، مشيرًا إلى أن خيار المقاطعة شعبي وإذا عجزت الحكومات عن تنفيذ هذه المقاطعة فإن الشعوب تستطيع القيام بهذا الدور بحيث تقاطع جميع البضائع الصهيونية والأمريكية دون أن تتورط الحكومات في اتخاذ قرارات تعرضها للحرج على صعيد المجتمع الدولي. المقاطعة ضرورة دينية الدكتور محمد البري رئيس جبهة علماء الأزهر السابق يرى أن سلاح المقاطعة شديد الأهمية في حربنا مع اليهود ومن يواليهم فهو ضرورة دينية وصحية, ويؤكد أن كل ما يصدره لنا اليهود والأمريكان من منتجات غذائية هو ضاره بالصحة وهذا ما تؤكده الدراسات, إضافة إلى أن الدولارات التي تدفع لهذه المنتجات تعود إلى صدور أبناء المسلمين خناجر بل قذائف حارقة تدمر البلاد والعباد. المقاطعة ستجبر الشركات على إعادة النظر في علاقاتها الكيان الصهيوني كما أكد الشيخ عبد الله بن منيع عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية أن مقاطعة بضائع ومنتجات الكيان الصهيوني والدول التي تدعمه وتقف وراءه يشكل إضعافاً لقوتهم لذا من الواجب أن نقوم نحن من جانبنا بالمساهمة في نصرة إخواننا في فلسطين عن طريق مقاطعة كل ما قاموا بصنعه أو شاركوا في صناعته أي ألا يكون هناك عائد منا يعود عليهم من هذه المنتجات وهذا أقل ما يمكن أن نقدمه. ويقول الشيخ محمد حسن الدريعي الاستاذ في جامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية : مقاطعة إسرائيل واجبة. يجب أن نتمسك بمقاطعتهم قلبياً واعتقادياً بتحريم موالاتهم ومقاطعتهم سلوكياً فلا نتشبه بهم في أي شيء من سلوكياتهم ومقاطعتهم أخلاقياً، ومقاطعتهم اقتصادياً بحيث نقاطع التعامل معهم في تقبل صادراتهم فلا نشتريها ولا نروج لشرائها ولا ندعو إلى الإقبال عليها ولا نسهل تحركها من أي طريق كان. الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن الجبرين، أحد علماء الفقه البارزين في السعودية، من جهته يخوض غمار المعركة ويفتي بوجوب المقاطعة التجارية وترك التعامل مع جميع الكفار، وترك شراء منتجاتهم سواء كانت نافعة كالسيارات والملابس وغيرها، أو ضارة كالدخان، بنية العداء للكفار و إضعاف قوتهم وترك ترويج بضائعهم. المقاطعة جزء من الإنكار القلبي أو العملي في أمر يسعه اختيار بديل عنه وبذهب فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودةمن السعودية إلى> أن المقاطعة للبضائع اليهودية والأمريكية جزء من الإنكار القلبي أو العملي السهل الذي لا يخسر فيه المرء أكثر من أن يختار بضاعة عربية أو إسلامية أو يابانية "أو حتى أوربية عند الحاجة " وفي قصة ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة عبرة "فقد قرر ألا يصل إلى كفار مكة حبة حنطة حتى يأذن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( البخاري ومسلم ) فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم أن يحمل الميرة بعدما اشتكوا إليه الجوع والمسغبة.وهذا دليل على مشروعية استخدام هذا الأسلوب. الشيخ جاسم المطوع قاضي الأحوال الشخصية بمحكمة الكويت : نقول بأن مقاطعة البضائع قد تكون فعالة وكافية فلو تكاتف المسلمون لكان مؤثرًا على مستوى السوق العالمية، ولو امتنع السوق الإسلامي عن شراء فقط علب السجائر والتدخين، لتأثر السوق الأمريكي واليهودي بهذا الموضوع، فكيف لو تكاتف كل المسلمين لمقاطعة البضائع الأمريكية واليهودية؟ والله أعلم الاجتماع على المقاطعة هو الخطوة الجهادية الضرورية الأولى أما د. محمد سعيد رمضان البوطي من سوريا فقد بين أن المقتطعة ضرورة "إنني أقول لأصحاب المشاعر الجهادية المتأجّجة إن السير إلى الجهاد الإسلامي الذي غدا أُمنية يعانقها كل مسلم صادق في إسلامه بل كل عربي معتزّ بعروبته لا يمكن أن يتمّ قفزاً من صالونات المحادثة والأسمار إلى خنادق المواجهة مع العدو لابدّ من السير إلى ذلك من خلال خطوات سلوكيّة أُولى. وإنما تتمثل الخطوة التأسيسية الأولى في ضرورة الاجتماع على مقاطعة الأغذية والبضائع الأمريكية كلها، أينما وجدت." ضوابط المقاطعة ويفصل الشيخ فيصل مولوي، نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث في المملكة المتحدة من لبنان، في فتوى مقاطعة البضائع الأميركية التي أطلقها علماء وقادة الحركة الإسلامية، فيقول: الفتوى مبنية على أنّ الولاياتالمتحدة الأميركية تساعد إسرائيل بالمال والسلاح. وتدفع الولاياتالمتحدة سنوياً أربع مليارات دولار لإسرائيل كمساعدة رسمية. ومعنى ذلك أنّ الدولار الذي تربحه أميركا من التجارة مع المسلمين يذهب رصاصة في صدور الفلسطينيين. وهذا ليس فقط خذلاناً لإخواننا، بل هو مساعدة للعدو ضدّهم، والرسول صلّى الله عليه وسلّم ينهى عن ذلك بقوله: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ..) إنّ مقاطعة البضائع الأمريكية تحتاج إلى دراسة تفصيلية من أهل الاختصاص حتىّ تحقّق الغاية منها. وممّا لا شكّ فيه أنّ مقاطعة البضائع المصنوعة في أميركا كالسيارات والآلات وغيرها أهمّ بكثير من مقاطعة البضائع المصنوعة في بلادنا برخصة أميركية، لأنّ الأرباح المتحصّلة للاقتصاد الأميركي في النوع الأول أكبر منها في النوع الثاني. المقاطعة تحرير للقرار الأمريكي في حين قال الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية إن لمقاطعة البضائع الأمريكية تأثيراً كبيراً، وأشار إلى قول باحث ومفكر سياسي أمريكي له "إننا ننتظر من العرب والمسلمين أن يحررونا من الهيمنة اليهودية، ولن يحدث ذلك إلا إذا قاطعتم البضائع الأمريكية، وأحس صانع القرار الأمريكي بخطورة تحيزه". وأكد الشيخ عبد الهادي أوانغ من حكومة ولاية كلانتان في ماليزيا على أن القضية الفلسطينية هي قلب القضية الإسلامية. وقال إن المسلمين لم يستعدوا بأموالهم وأنفسهم بالقدر الكافي لهزيمة عدوهم، ولكنهم مطالبون بمقاطعة بضائعه ليجبروا التجار والحكومات على السير في هذا الاتجاه. وجاء في بيان من الأردن وقعه كل من:الدكتور همام سعيد عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بالجامعة الأردنية و المستشار الشرعي للمستشفى الاسلامي ود.محمد أبو فارس: رئيس مجلس التعليم الإسلامي (بالأردن). "أخي المسلم - أختي المسلمة: قاطعوا المصنوعات الأمريكية وسائر المنتجات الأمريكية فإن ذلك واجب شرعي واحذروا من شراء أي بضاعة أمريكية فإن ذلك حرام وهلاك لصاحبه." شراء السلع الصهيونية والأمريكية والمعادية (حرام شرعا) أما الفتوى الصادرة عن رابطة علماء فلسطين فقد ذكرت أن الواجب الديني والوطني يحتم على شعبنا وامتنا العربية والإسلامية مجابهة هذا العدوان بكافة الوسائل المشروعة، وفي شتى المجالات ومنها الاقتصادي الذي تتجلى احدى مظاهره الهامة في المقاطعة الاقتصادية للسلع والبضائع والمنتوجات الصهيونية، ويتبعها ويلحق بها كل منتوجات يؤدي شراؤها دعماً للمحتل الغاصب، وعلى رأسها المنتوجات الأمريكية وبعض المنتوجات التي يجب التدقيق فيها لمقاطعة من ينطبق عليه مبدأ الدعم للاحتلال ومعاداة شعبنا وامتنا، لأن شراء هذه السلع قوة للعدو تتحول الى صواريخ وقذائف مدفعية ورصاص يستخدمها المحتل ضد شعبنا وامتنا ليزرعوا الموت والدمار، لذا فإن الحكم الشرعي في شراء السلع والمنتوجات والبضائع الصهيونية والأميركية إنه نوع من موالاة الأعداء وهو كبيرة من الكبائر حرام شرعاً مصداقاً لقوله تعالى " يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء". قال تعالى "لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء" صدق الله العظيم. نداء من علماء العالم الإسلامي بالمقاطعة جاء في البيان الذي أصدره علماء وقادة الحركة الإسلامية " ندعو إلى مقاطعة البضائع الأمريكية؛ شجبا لموقف الإدارةالأمريكيةالمتذيل أبدا للصهاينة، والداعم للعدوان علىمقدساتنا. قال تعالى: "انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكموأنفسكم في سبيل الله ذلكمخير لكم إن كنتم تعلمون (التوبة 41)." د. أحمد الريسوني -رئيس حركة التوحيد والإصلاح- المغرب. د. عبد السلام الهراس - المغرب. ونختار من أسماء الموقّعين ممثلين عن باقي علماء ومفكري الأمة: الشيخ حسين أحمد القاضي -أمير الجماعة الإسلامية- باكستان. البروفيسور غلام أعظم -أمير الجماعة الإسلامية- بنجلاديش. البروفيسور نجم الدين أربكان -رئيس وزراء تركيا الأسبق-. البشير عبد السلام -الجماعة الإسلامية- ليبيا. الشيخ حسن عبد الله الترابي - السودان. حجة الإسلام السيد هادي خسروشاهي - إيران. الشيخ رابح كبير - الجزائر الشيخ عبد الله جاب الله - الجزائر. الشيخ رشيد حج الأكبر - سيريلانكا. الأستاذ فاضل نور - ماليزيا. الشيخ عبد الرشيد ترابي -أمير الجماعة الإسلامية في كشمير الحرة-. الشيخ محمد مبارك -رئيس جمعية العلماء- اليمن. د. محمد هداية نور وحيد - إندونيسيا. الشيخ إبراهيم بام -أمين عام جمعية العلماء جنوب إفريقيا. د. أحمد الراوي -رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا-. محمد حسّان خان -مدير دار العلوم تاج المساجد- الهند خليل بن الشهبة