أثارت العملية التي نفذها مجاهدون فلسطينيون في غزة وأودت بمقتل ستة جنود صهاينة غضبا شديدا لدى الحكومة الصهيونية، التي شعرت بالإذلال والهزيمة أمام عملية نوعية مثل تلك، فمباشرة بعد تنفيذ العملية عقد المجلس الوزاري للشؤون السياسية-الأمنية الصهيوني اجتماعًا خاصًا، مساء أمس، وقطع رئيس هيئة الأركان العامة الصهيوني، موشيه يعلون زيارته في رومانيا وعاد إلى البلاد فور وقوع العملية. وقال يعلون فور هبوط طائرته في تل أبيب: إننا مصرّون على استنفاد العملية، من أجل العثور على أشلاء الجثث وإحضار جنودنا لدفنهم. لن نبدي تسامحًا مع المسؤولين. وتعهد رئيس الوزراء الصهيوني أرييل شارون بالاستمرار في قتال عدونا القاسي غير الإنساني بعدما أثنى علي الجنود الستة القتلى، ودعا شارون مجلس الوزراء المصغر إلى اجتماع طارئ لبحث مقتل الجنود الستة واحتفاظ مقاتلين فلسطينيين بأشلاء من جثثهم. واعتكف وزير الدفاع شاؤول موفاز في مكتبه ليتابع التقارير حول عملية إنقاذ أشلاء جثث الجنود التي أعلنت الأجنحة العسكرية لحركات فتح والجهاد الإسلامي وحماس عن وجودها لديها، وطالبت بدفع مقابل لها. وقالت كتائب الاقصى وسرايا القدس الجناحان العسكريان لفتح والجهاد الإسلامي في بيان لهما بث على موقع الجهاد الإلكتروني نصرخ وبكل ما أوتينا من قوة وعزيمة للرجال الأشداء، لهذا العدو الصهيوني القذر الجبان الذي هزم على أيدي المجاهدين في حي الزيتون البطولة والفداء، بأننا نملك أشلاء لجثث جنودكم التي تناثرت في شوارع غزة الحبيبة، ونحن لدينا شروطنا النابعة من صوت الشعب الفلسطيني المرابط من أجل تسليمها لدولة الكيان الغاصب. إلا أن السلطة الفلسطينية دعت في بيان إلى إعادة أشلاء الجنود الإسرائيليين إلى إسرائيل بما يتناسب مع الأعراف الإنسانية والديانات السماوية. وأعلن مسؤول صهيوني أن السلطات الصهيونية طلبت مساعدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لاستعادة جثث وأشلاء جنودها الستة الذين قتلوا أول أمس الثلاثاء في قطاع غزة. وقال المسؤول في رئاسة مجلس الوزراء حسبما أوردت يومية القدس العربي: لقد طلبنا من الصليب الأحمر مساعدتنا لكن من غير الوارد التفاوض مع الإرهابيين لاستعادة رفات جنودنا. وأضاف محذرا: من مصلحة المنظمات الإرهابية تماما الاستجابة لمطلبنا وإلا فإن العملية ستتواصل في غزة حتي نستعيد هذه الجثث والأشلاء لنتمكن من دفن موتانا بشكل لائق. وكان مقاومون فلسطينيون قد قتلوا ستة جنود صهاينة حين نسفوا ناقلة جند محملة بالمتفجرات خلال غارة صهيونية علي قطاع غزة أول أمس الثلاثاء، في أكبر كمين ينصب للقوات الصهيونية في الأراضي المحتلة خلال 18 شهرا. ونسف المقاومون العربة خلال الغارة التي شنتها القوات الصهيونية على القطاع وقتلوا خلالها بالرصاص ستة فلسطينيين. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية ان العربة كانت تحمل متفجرات لاستخدامها في نسف ورش يستخدمها نشطون فلسطينيون لتصنيع السلاح، والتي كانت هدف الغارة الرئيسي. وقال مسؤول عسكري رفيع إن العربة اصطدمت بلغم قوي محلي الصنع و نسفت وتناثرت أجزاؤها . وطالب أهالي وأقارب أسرى فلسطينيين بسجون الاحتلال الصهيوني فصائل المقاومة بمقايضة إسرائيل على أشلاء جثث جنودها الذين قتلوا يوم الثلاثاء في هجوم بغزة مقابل الإفراج عن أبنائهم الأسرى، على غرار ما قام به حزب الله اللبناني. وفي وقت سابق، أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الأسلامية (حماس) مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف آلية للعدو كانت تُقلّ جنودًا صهاينة خلال توغلهم في حي الزيتون بقطاع غزة. وقالت في بيان لها: إن لديها عددًا من جثث الصهاينة. فيما قالت كتائب شهداء الأقصى، المحسوبة على حركة فتح، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان مشترك: إن بحوزتهما أشلاء لجثث الجنود الصهاينة الذين قتلوا أيضًا في الهجوم. إدريس الكنبوري