ارتفع عدد ضحايا المجزرة الجماعية التي ارتكبتها مليشيا مسيحية في بلدة "يلوا" المسلمة وسط نيجيريا إلى 630 شخصا على الأقل، حسبما أفاد مسئول كبير بالصليب الأحمر وشهود عيان محليون وقال عمر عبدو مامايريجا المسئول في الصليب الأحمر المكلف بإدارة الكوارث الوطنية في نيجيريا: "الرقم صحيح. تم جمع كل الجثث في مقر زعيم محلي حيث ووروا التراب وراء المقر". وأضاف أن سكان البلدة "تحدثوا عن 630 قتيلا، لكن قد يكون هناك آخرون"، مؤكدا معلومات حصلت عليها وكالة الأنباء الفرنسية في وقت سابق من ياكوبو هارونا المسئول المحلي بالبلدة. وهاجم عناصر من إثنية تاروك المسيحية بلدة يلوا الزراعية في منطقة شيندام بولاية بلاتو وسط نيجيريا التي تقع على بعد 300 كيلومتر شرق أبوجا العاصمة الفيدرالية لنيجيريايوم 2-5-2004. وفي تصريحات أدلى بها الأربعاء وصف عبد القادر أوريرى الأمين العام لجماعة نصر الإسلام النيجيرية ما حدث في بلدة يلوا بأنه "مجزرة جماعية" للمسلمين. فتاة نيجيرية تجري أمام منزل أشعلت فيه المليشيات النار وأضاف أوريرى معتمدا على شهادات لاجئين هربوا من البلدة أن المليشيات المسيحية المسلحة استخدمت الأسلحة الرشاشة في هجومها على البلدة. ونقلت صحيفة "الحياة" الصادرة في لندن الأربعاء عن مراسل رويترز بالمكان قوله: إنه شاهد جثثا محترقة ومشوهة متناثرة في الشارع الرئيسي في البلدة، بينما اصطف الآلاف من المسلمين على جانبي الطريق، مرددين شعارات دينية ومتعهدين بالثأر من المهاجمين. وقد أحرقت كل منازل الشارع الرئيسي في يلوا تقريبا، كما تم تدمير مسجد وظل الدخان يتصاعد في البلدة لساعات طويلة. وقال سائق لوكالة الأنباء الفرنسية: إنه هرب من قريته يلوا بعد هجوم مجموعة مسلحة من قبيلة تاروك المسيحية وصلت إلى المكان بسيارتي جيب مجهزتين برشاشات. وأوضح قائلا: "التاروك هاجمونا... وقد قتلوا العديد من النساء والأطفال.. شاهدت ذلك بأم عيني"، مضيفا أن عناصر المليشيا طوقوا البلدة. لم يبق بالبلدة إلا الدمار وللمرة الأولى منذ استقلال نيجيريا في أوائل الستينيات من القرن العشرين طبقت 12 ولاية من أصل 36 الشريعة الإسلامية في أعقاب انتهاء الحكم العسكري للبلاد في 1999. وفي أعقاب ذلك زادت حدة التوترات بين المسلمين والمسيحيين الذين يعارضون تطبيق الشريعة واندلعت عدة اشتباكات إثنية ودينية في وسط نيجيريا خصوصا ولايتي بلاتو وتارابا. وكان إبراهيم صالح الحسيني رئيس هيئة الإفتاء رئيس المجلس الإسلامي بنيجيريا قد قدر نسبة مسلمي نيجيريا بنحو 70% من إجمالي عدد السكان، وذلك في حوار خاص مع شبكة "إسلام أون لاين.نت" في سبتمبر 2003. إسلام أون لاين