ارتفع عدد قتلى الاشتباكات الطائفية بين المسلمين والمسيحيين في مدينة غوس، والمناطق التي حولها ، وسط نيجيريا ، خلال أربعة أيام ، إلى أكثر من 460 قتيلا . وقال إمام مسجد في المدينة إن الضحايا معظمهم من المسلمين، موضحا أن 150 جثة تم جمعها من مناطق خارج مدينة غوس، إضافة إلى أكثر من 220 جثة في مناطق أخرى. وقدرت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، ومقرها الولاياتالمتحدة ، عدد المسيحيين القتلى بنحو 65 في وقت سابق . وعالج مستشفى جامعة غوس التعليمي، وهو المستشفى الرئيسي بالمدينة، نحو 50 حالة, واضطر لرفض استقبال آخرين، وتوفي اثنان متأثرين بجراحهما. وكانت أعمال العنف تفجرت بعد مشادة بين مسلمين ومسيحيين بشأن إعادة بناء منازل دمرت في الاشتباكات الطائفية المماثلة عام 2008 والتي قتل فيها مئات السكان. لكن عبد الفتاح محمد الثاني، نائب رئيس مجلس علماء المسلمين في نيجيريا، حمَّل جماعات مسيحية مسؤولية افتعال أعمال الشغب والعنف الأخيرة في الولاية، تنفيذا لمساعيها المتواصلة لمنع قدوم المزيد من المسلمين للسكن فيها. وقد تراجعت الاشتباكات، لكنّ دوي إطلاق نيران متقطع سُمع في أحياء مجاورة، بينما امتد القتال إلى مناطق عدة، وتمركز مئات من جنود الجيش والشرطة في أنحاء المدينة لتطبيق حظر للتجوال ، حيث خلت الشوارع من المارة وأغلقت المتاجر. وقالت مؤسسة «ستيفانوس» المحلية للإغاثة، إن المواجهات الأخيرة بين المسلمين والمسيحيين، شردت نحو 20 ألف شخص في ثلاثة أيام ، وتسبب نقصا في مياه الشرب والطعام في المدينة. وقال متحدث باسم الصليب الأحمر إن هناك 40 من موظفي اللجنة، والعديد من المتطوعين بسبعة مراكز في غوس، لمساعدة آلاف النازحين. ولم يتضح ما إذا كان الرئيس عمر يارأدوا , الذي يرقد في مستشفى بالسعودية منذ قرابة شهرين، قد أبلغ بالوضع. يشار إلى أن مدينة غوس كانت مسرحا لاشتباكات عنيفة بين المسلمين والمسيحيين في شتنبر 2001 ، خلف أكثر من ألف قتيل، كما قتل نحو 700 في الصدامات التي وقعت عام 2008. وتقول «هيومان رايتس ووتش» إن أكثر من 13500 شخص قتلوا في مواجهات دينية أو عرقية منذ نهاية الحكم العسكري للبلاد سنة 1999. وقد خففت السلطات النيجيرية حظرا للتجول على مدينة غوس للسماح للالاف من السكان بالعودة لمنازلهم ، في أعقاب اشتباكات طائفية أسفرت عن مقتل المئات. وساعد الوجود القوي لقوات الجيش والشرطة على اعادة الهدوء الى عاصمة ولاية بلاتو، حيث لم ترد تقارير عن أحداث عنف كبيرة خلال قرابة يوم. وفي أول استخدام لسلطته التنفيذية، أصدر غودلاك جوناثان، نائب الرئيس، أمرا لقوات الجيش في غوس باعادة الهدوء ، ومنع تكرار الاشتباكات التي جرت في نونبر 2008 ، حين قتل مئات السكان في أسوأ اشتباكات طائفية بالبلاد منذ سنوات. وتضم نيجيريا عددا متساويا تقريبا من المسلمين والمسيحيين، لكن المعتقدات التقليدية تؤثر على عقائد الكثير من السكان.