أكد فاعلون نقابيون، في الجمع الذي نظم بمقر الجامعة الحرة للتعليم أخيرا قصد مدارسة وضعية مقر مفتشية التعليم بالقصر الكبير الذي تم إغلاقه بدعوى الإصلاح والترميم، أنه تم انتزاع المقر المذكور انتزاعا من هيئة التفتيش والكتاب والإداريين لينقلوا إلى حجرتين بمدرسة المنزه حالتهما أسوأ من المقر المتخلى عنه. وتشكلت لجنة مشتركة تضم كلا من الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، والنقابة الوطنية للتعليم (ك. د. ش) والجامعة الحرة للتعليم، ونقابة هيئة الاقتصاد، ونقابة الأعوان والإداريين، وأعضاء من هيئة التفتيش التربوي، فأصدرت بلاغا بينت فيه أن عملية إغلاق المفتشية تمت وفق مخطط يهدف إلى التخلي عنها لجهة ما، من خلال خبرة مشكوك في أمرها بينت أن البناية آلية للسقوط، نقلت على إثرها الأطر الإدارية، كما تعرضت المؤسسة لعمليات سطو وتخريب طالت الوثائق والتجهيزات لإفراغها من أطر هيئة التفتيش الرافضين للالتحاق بالمقر الجديد. وراسلت اللجنة في المرحلة الأولى كلا من وزير التربية الوطنية والشباب ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة طنجة تطوان والنائب الإقليمي بالعرائش لمطالبتهم بفتح مقر المفتشية، وتكليف من يقوم بحراستها كما حملتهم المسؤولية في ما ستؤول إليه وضعية ومصير هذه المؤسسة. ومن المنتظر أن تعقد اللجنة لقاء مع النائب الإقليمي بخصوص الموضوع، بعدما تقدمت بطلب للقائه، كما تمت مراسلة عامل الإقليم وباشا المدينة ورئيس المجلس البلدي للتدخل من أجل فتح المفتشية، والتعجيل بإصلاحها وترميمها، وذلك حفاظا عليها كمؤسسة تربوية. يشار إلى أن هذا المقر من بين المؤسسات التي تسلمتها وزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة بعد خروج الاستعمار الإسباني من شمال المغرب، ومورست داخله العديد من الوظائف التربوية والإدارية، واحتضن مجموعة من خيرة رجال التربية والتعليم، كما يعتبر من المعالم المعمارية التاريخية النادرة المتبقية ذات الطابع الأندلسي، كان يسمى بقاعة ألوية وحدات الجيش، نمطها العمراني نسخة طبق الأصل لقصر الحمراء بالأندلس، وساحتها كانت بها الأُسُود المصنوعة من الفخار المذهب تخرج المياه من أفواهها على رأس كل ساعة لمعرفة التوقيت. ويبقى أمل أسرة التعليم وساكنة المدينة أن تعود هذه المعلمة في القريب العاجل لممارسة دورها التربوي حتى لا يطالها النسيان والإهمال، أو يتم منحها لجهة ما، كما هو حظ الكثير من المآثر التاريخية التي فوتت فشوهت وتغيرت معالمها لتصبح مشاريع للخواص. إن الحفاظ على هذه المنارة وصيانتها يدخل ضمن تأهيل المدينة سياحيا، ويعتبر منتوجا سياحيا عظيما، خاصة وأن الإقليم مقبل على احتضان مشروع كبير من هذا القبيل. محمد الشدادي