يواصل الاحتلال الإسرائيلي انتهاكاته لحرمة المساجد الفلسطينية، متحديا شعور أكر من مليار مسلم في العالم، وتجاوزت اعتداءات الاحتلال المساجد الحديثة وتلك التي هي قيد البناء إلى هدم مساجد وجدت منذ عهد الخلفاء الراشدين كما حدث في المسجد العمري في بيسان. هذا ما أكدته مصدر مؤسسة الأقصى المقدسات الإسلامية التي بعثت برسالة شديدة اللهجة إلى عدة أطراف إسرائيلية مطالبة بإعادة بناء التي حرقته أيادي العدوان الاحتلالية. وأكدت مؤسسة الأقصى في بيان أرسلت إلى مراسل التجديد نسخة منه أنها بعثت رسالة احتجاج شديدة اللهجة على إحراق مسجد في بلدة بيسان الفلسطينية إلى شخصيات بارزة في الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة الرسمية من بينهم، رئيس الدولة موشي كتساف، ورئيس الحكومة أرئيل شارون، ورئيس الكنيست روبي ريفلين. وقالت المؤسسة أن مجموعة من المتطرفين اليهود قاموا بحرق مسجد "الفاروقي" في بيسان الأسبوع الماضي مّما أدى إلى انهيار سقفه وتصدع في حيطانه، بعد أن كانت سلطة الآثار تستعمل المسجد مخزنا لحاجياتها. وطالبت مؤسسة الأقصى في رسالتها الشخصيات المعنية العمل على إعادة المسجد إلى هدفه الأصلي كمسجد للمسلمين، مشيرة إلى أن " مسجد الفاروق هو من أقدم المساجد التي بنيت قبل 1400 عام، حيث يعود تاريخه إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب ولذلك يدعى المسجد ب " الفاروقي " وتوالت عليه عمليات الترميم منذ عام 190ه / 806م وجدد بناؤه في عهد الدولة العثمانية عام 1882م، وأجريت له عدة إصلاحات وترميمات في فترة الانتداب البريطاني، من قبل المجلس الإسلامي الأعلى عام 1949، ويوجد في محراب المسجد كتابات من العهد العثماني تدل على قدسيته والهوية الإسلامية للمسجد. وحسب متابعات المؤسسة فإن المسجد تعرّض منذ عام 1949 إلى سلسلة من الاعتداءات أولها قيام بلدية بيسان بتحويل المسجد إلى متحف منذ عام 1949 وحتى عام 1986، ومن ثمّ وضعت سلطة الآثار والجامعة العبرية يدها على المسجد وحوّلته إلى مخزن لأغراضها وحاجياتها، ووضعت فيه آلاف الكراتين من القطع الأثرية التي تدعي أنها وجدتها في منطقة بيسان. ورود في نص الرسالة:" إننا نرى في سلسة الاعتداءات هذه منذ عام 1949 جزءاً من السياسة التي بدأتها المؤسسة الرسمية وانتقلت اليوم إلى مجموعة متطرفة، ضد العرب والمسلمين في البلاد، متجاهلة أن هذا المكان هو مسجد للمسلمين في هذه البلاد، هذه السياسة يجب على المؤسسة الرسمية إيقافها على الفور". وعدّدت مؤسسة الأقصى سلسلة الانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات الإسلامية داخل الخط الأخضر مثل هدم مسجد صرفند والحوارث وتحويل مسجد بئر السبع إلى متحف، وانتهاك مقبرة زرنوقة والطيرة مؤخرا. واعتبرت هذه الانتهاكات التي تحدث على مسمع ومرأى من المؤسسة الرسمية تعطي الضوء الأخضر لمجموعات متطرفة للقيام باعتداءات على المقدسات الإسلامية هدماً وحرقاً للمساجد والمقابر، وهي بذلك تمس مساً بالغاً بمشاعر المسلمين في البلاد وكافة أنحاء العالم . وطالبت مؤسسة الأقصى باسم الجماهير العربية والإسلامية سلطات الاحتلال الحفاظ على المسجد وترميمه وإعادته إلى هدفه الأصلي كمسجد للمسلمين والعرب، معتبرة"انتهاك المسجد والأماكن المقدسة للعرب والمسلمين في البلاد خطوات تهدف إلى مصادرة حقوق المسلمين بإقامة شعائر الدينية الأمر المناقض لحقوق الإنسان وحريته في العبادة". كما بعثت المؤسسة برسالة أخرى إلى القضاة الشرعيين داخل الخط الأخضر وأعضاء محكمة الاستئناف وعلى رأسهم فضيلة القاضي أحمد ناطور رئيس محكمة الاستئناف، وجميع أعضاء الكنيست العرب شارحة لهم الانتهاك الذي تعرض لها مسجد "الفاروقي" في بيسان، ونبذة تاريخية عن المسجد تدلل قدسيته وكونه مسجداً إسلامياً منذ الفاروق عمر بن الخطاب . وطالبتهم المؤسسة بالتحرك الجدي لإعادة قدسية هذا المسجد، مطالبة بتحميل بلدية بيسان وسلطة الآثار وسلطة الحدائق والطبيعة كامل المسؤولية عن المسجد. فلسطين – عوض الرجوب