أحيا الشاعر الفلسطيني سميح القاسم أمس الاثنين بالعاصمة المغربية أمسية شعرية استهلها بقصيدة "تقدموا" التي استوحاها من أطفال الحجارة. وفي بداية اللقاء قال القاسم إنه كان من المتوقع أن يلقي قصائد جديدة وأخرى وجدانية لكن استشهاد الشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس على يد "إرهاب شارون" جعله يغير برنامج أمسيته الشعرية. حضر هذا اللقاء الذي أقيم بمسرح محمد الخامس جمهور غاضب كان جله قد خرج للتو من مظاهرة جابت شوارع الرباط احتجاجا على اغتيال ياسين. وبعد أن رفع الجمهور شعارات منددة "بالجريمة الصهيونية" وبإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا صعد القاسم إلى خشبة المسرح وهو يتكئ على عكازه لإصابته بوعكة صحية وقال "إرهاب شارون لن يحبط المقاومة أو يغير في مجراها". وبدأ القاسم، 65 عاما، بإلقاء قصيدة "تقدموا" التي قال إنه استوحاها من أطفال الانتفاضة الفلسطينية عندما كانوا يملؤون محافظهم بالحجارة ويراوغون الجنود الإسرائيليين بأن يقولون لهم "كديما" (أي تقدموا بالعبرية) فيرجمونهم بالحجارة. وتلا القاسم: تقدموا ..تقدموا كل سماء فوقكم جهنم وكل أرض تحتكم جهنم تقدموا .. يموت منا الشيخ والطفل ولا يستسلم وتسقط الأم على أبنائها القتلى ولا تستسلم .. تقدموا .. بناقلات جندكم .. وراجمات حقدكم وهددوا.. وشردوا .. ويتموا .. وهدموا .. لن تكسروا أعماقنا لن تهزموا أشواقنا نحن القضاء المبرم تقدموا ..تقدموا .. تقدموا. وكان إلقاء سميح القاسم للقصائد أقرب منه إلى التلحين حيث خلق من بعض الكلمات ككلمة "تقدموا" إيقاعا قويا يهز به مخاطبيه مما جعل التجاوب بينه وبين الجمهور كبيرا. وختم القاسم الأمسية بقصيدة "غوانتانامو" التي وصفها بمعقل الحرية والديمقراطية في العالم قائلا: هنا غوانتانامو وجوه ولا وجوه صوت .. ولا صوت والوقت ..لا يعرف الوقت ليل .. وليل يشق النهار وقيد .. دمار .. وراء الجدار وراء الحديد وراء الجدار وراء الحديد ... هنا أرق لا يناموا هنا غوانتانامو. المصدر : الجزيرة