انتقل إلى رحمة الله الشيخ سيدي محمد لوكيلي أحد مؤسسي المدارس القرآنية بالجهة الشرقية، والذي وافته المنية بمدينة مكناس يوم 16 نونبر 2015. ورثى ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي المحلي للناظور وقال "لقد صحبناه لمدة تنيف عن عشرين سنة، فما كنت تراه إلا ذاكرا لله تعالى؛ بمقاله وحاله، بقومته وسمته؛ وبعصاه التي كانت مؤنسه في الحل والترحال؛ عاش مرابطا في محراب العلم يغرف منه وينشره متنقلا من أجل تبليغ دعوة الله في أنحاء الوطن وفي مختلف البوادي والحواضر، معلما ومدرسا، مربيا، يصول ويجول بين القاعات والمنتديات وبين المساجد خطيبا وواعظا، وكان من بين المنخرطين في صفوف رابطة علماء المغرب فرع الناظور ثم بالمجلس العلمي بالناظور، وعندما استقل إقليم ادريوش بنفسه وأصبح له مجلس علمي خاص به كان سيدي محمد لوكيلي من أبرز أعضائه العاملين بصدق وإخلاص". وأضاف " لقد كرمه الله أيما تكريم عندما سخره لتعليم الصبيان وتربيتهم فاستحق بذلك – وبلا فخر – لقب أستاذ الأجيال، ومعلمهم، لأن على يديه تتلمذت أفواج من أبناء هذا الوطن وبناته، وتشهد له رحاب المدارس العديدة التي اشتغل فيها بجديته الفريدة، وشخصيته العلمية المتميزة وعطائه التربوي الجاد فأفاد في هذا الحقل وأجاد، فكان مثالا يحتذى في شحذ العزائم وتربية النفس وتسهيل أخذ العلم لطلبته وإرشاد من هم في سنه ومهمته للعمل بما يكسبهم الفقاهة والملكة العلمية وينتشلهم من براثن الخمول والفتور والتربع على الكراسي الضيقة". وحتى بعد تقاعده ظل الراحل منشغلا بتعليم القرآن الكريم فأسس مدرسة قرآنية بمدينة ادريوش مدرسة عثمان بن عفان للتعليم العتيق، وظل الشيخ مشرفا على هذه المدرسة ولم يتوان في أن تؤدي دورها في نشر العلم والدفاع عن حرمة الشريعة وترسيخ ثوابت الأمة المغربية. وقال عن هذه المرحلة رئيس المجلس العلمي للناظور "ظل الشيخ مرابطا بمدينة ادريوش يربط خيوطا ناظمة رفيعة – لم تنقطع لحد الآن وما ينبغي لها – مع شيوخ المدارس الأخرى كمدرسة البعث بوجدة التي يشرف عليها شيخنا العلامة سيدي مصطفى بنحمزة عافاه الله وعجل بشفائه ومدرسة الامام مالك للتعليم العتيق بالناظور التي يشرف عليها الأستاذ ميمون بريسول ، ومدرسة الامام ورش ببركان التي يشرف عليها الأستاذ محمد حباني ، ومدرسة الامام مالك بأحفير التي يشرف عليها الأستاذ لخضر بوعلي وغيرها، وذلك من أجل أن تحافظ مدرسة عثمان بن عفان على إشعاعها في منطقة الريف ، وفعلا كان ، فإنها اليوم نجم سطع في سماء ربوع الريف الشامخة، تشبه أخبارها وأحوالها القرآنية والمعرفية ما نقرأ ونسمع عن المدارس المذكورة المجاورة وغيرها المبثوثة على الصعيد الوطني". وختم بالقول" إن سيرة سيدي محمد لوكيلي رحمه الله كمؤسس لهذه المدرسة ترصد لنا سنوات من حياته اللامعة حافلة بالعطاء المتميز بالاجتهاد والبحث والتنقيب في سبيل إحياء روافد لحفظ القرآن الكريم بعد ما اندرست بالكلية كما هو الشأن في كل ربوع منطقة الريف. إنه عطاء قرآني فريد ذاع صيته ساهم به وأثرى واقع الناس سيبقى أثرا من آثاره الخالدة تجري عليه الأجر والثواب".