.كوم عبد المنعم شوقي التصوير للجيلالي الخالدي. قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم :"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين" في إطار أنشطتها التربوية الهادفة والناضجة التي تشرف عليها جمعية تيسير لتسيير دار الأم للتربية والتكوين بالناظور ، عاشت قاعة الندوات بدار الأم عصر الأربعاء 10 شعبان الموافق ل 19 يونيه الجاري حفلا شيقا مؤثرا زينته كوكبة نورانية التي كانت تتكون من محفظات وحافظات القرآن الكريم وسمتهم السيدة سميرة الغالي مسيرة الحفل ب " زبدة المدينة " تكريم هذه الكوكبة جاءت بمبادرة من جمعية تيسير بتنسيق مع المجلس العلمي ومندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بغرض تشجيع المحفظات والحافظات لكتاب الله الحكيم عملا بمبدأ التكريم لمن يستحقه مع تحفيزهن على غرس هذه الفكرة وسط بناتنا وأمهاتنا للسمو والرقي بالفكر الإسلامي المعتدل الذي يحث عليه مذهبنا المالكي الحنيف ،وأشرف عليه كل من السيدين رئيس المجلس العلمي المحلي الأستاذ ميمون بريسول ومنسق الرابطة المحمدية للعلماء الأستاذ الحسني أحمد إلى جانب الأستاذة الحاجة فاطنة دعنون المشرفة على دار الأم والأستاذة فاطمة بن ادريسات عضوة المجلس العلمي ، وسط حضور منير للمحفظات والحافظات امتلأت بهن القاعة واستمتعن بآيات بينات من الذكر الحكيم بهن استهل حفل التكريم لإحدى البراعم . بعد ذلك ألقى الأستاذ ميمون بريسول رئيس المجلس العلمي المحلي للناظور كلمة أوضح في مقدمتها أن هذا اليوم هو يوم مشهود يتم فيه اللقاء مع نساء عزيزات يرابطن في المساجد خدمة لكتاب الله الذي أنزله الله تعالى دستورا للبشرية جميعا.وتكفل سبحانه بحفظه" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " مشيرا إلى ما رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه "رواه البخاري. وأكد الأستاذ ميمون بريسول بأن إقليمالناظور كان دائما مشهودا له بتعليم وحفظ القرآن الكريم ، إذ لم يكن فيه مدشر واحد إلا وفيه كتاب قرآني ، والمرأة كانت دائما حاضرة في الميدان ، حاضرة في المسجد وإبان المرحلة الاستعمارية ولأن الاستعمار- يقول الأستاذ بريسول - موصف باللص وهذا الأخير يقوم بعمله هذا في الظلام ، فكان لابد عليه أن يطفئ الأنوار ليخلو له الجو بعد أن قضى على المدارس القرآنية حتى انقرضت. غير أنه – يضيف رئيس المجلس العلمي – مع أواخر السبعينات تم تسجيل صحوة مهمة ساهم فيها المؤمنون وذوي الغيرة على الأمة ، ففتحوا الكتاتيب القرآنية وهنا أشاد بتجربة معهد الإمام مالك بأولاد ابراهيم الذي اظهر نتائج مهمة على الصعيد الوطني، والمرأة كانت لها مشاركة واسعة في هذه الصحوة وسماهن بالمرابطات المجاهدات . وبعد تقديمه الشكر الجزيل للأستاذة الحاجة فاطنة دعنون ولجمعية تيسير على هذه المبادرة المتمثلة في تكريم من ختمن حفظ القرآن الكريم ، أوضح الأستاذ بريسول أنه نتيمن خيرا بهذا اللقاء لكونه ينعقد في شهر شعبان وهو شهر قراءة القرآن ، حيث فيه يستعد الحفظة والأئمة والفقهاء للدخول في شهر رمضان الأبرك، وهو شهر جاء بين شهرين عظيمين هما رجب ورمضان. الأستاذة فاطمة بن ادريسات ثمنت من جهتها وخلال كلمة لها بالمناسبة ،الإرادة القوية لمحفظات وحافظات الكتاب الحكيم مؤكدة بأن لقاء اليوم تجتمع فيه كوكبة مضيئة وأن حفظ القرآن الكريم هو بداية لعمل طويل ، نتاجه الخير والجنة ،وعلى المحفظات والحافظات أن يعلمن – تقول الأستاذة بن دريسات – أن عليهن ثقل كبير ومسؤولية جسيمة وعظيمة عند الله سبحانه وتعالى ، ويشكلن قدوة عظيمة وهن حذوة فطوبى لهن بهذا الحفظ وبكوكبة القرآن . وباسم الرابطة المحمدية للعلماء ، ألقى الأستاذ الجليل أحمد الحسني كلمة هنأ في مستهلها السيدات المحفظات والحافظات لكتاب الله وهو اصطفاء من العلي القدير ،نحو طريق النور والحكمة وهو محفوف بإذن الله بالأنوار. الأستاذ الحسني أشاد بمجهودات السيد رئيس المجلس العلمي للناظور وبالدور الريادي الذي لعبه في إنجاح تجربة معهد الإمام مالك بأولاد ابراهيم والمساهمة في تنوير الحركة العلمية في الإقليم.والسهر على فتح المدارس القرآنية في مختلف أنحاء الإقليم ومعه جنود الخفاء، مؤكدا بأن ما نعيشه اليوم ونحن أمام هذه الوجوه النسائية الكريمات من محفظات وحافظات القرآن الكريم ،هو صحوة ربانية . عن المحفظات ، تناولت الكلمة السيدة ظريفة التي شكرت وأثنت الخير على كل من ساهم من قريب أو بعيد في الوصول إلى ما وصلت إليه اليوم من يحضرن لقاء اليوم من محفظات و حافظات للكتب الحكيم ،منوهة بمجهودات السيد رئيس المجلس العلمي للناظور وبرابطة العلماء وبالأستاذة الحاجة فاطنة دعنون وبكل الأساتذة الأجلاء بمعهد الإمام مالك خصوصا منهم المشرفين على "كتاب بن عاشر " بالمعهد. وألقت الآنسة آسية أشهود كلمة مؤثرة حكت من خلالها رواية حفظها للقرآن الكريم مباشرة بعد قدومها من الديار الفرنسية وحصولها على شهادة الباكالوريا هناك ، موضحة أن إرادتها القوية والظروف المناسبة التي وجدتها في معهد الإمام مالك شجعتها على المضي قدما نحو حفظ كتاب الله الحكيم في سنة ونصف وذلك على يد الشيخ محمد البركاني جزاه الله خير الجزاء. وأضافت الآنسة آسية أشهود بأن تجربتها في المعهد كانت مهمة وتشجيع السيد رئيس المجلس العلمي الأستاذ بريسول لها كان له الوقع الحسن على نفسيتها وزرع فيها الحيوية والحماس أكثر، وبالتالي وجهت الدعوة إلى جميع التلميذات المغربيات المتواجدات بأوروبا للالتحاق به لكسب هذا الخير الكبير وينهلن من مناهل العلم والنور ولكي يتأدبن على مائدة القرآن الكريم الذي من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به هدى إلى صراط السبيل . السيدة سميرة الغالي عقبت على كلمة آسية أشهود قائلة"هذه الكلمة تكفينا ، هذا النموذج يكفينا ، وهذه الشهادة تكفينا " الأستاذة الحاجة فاطنة دعنون في كلمة لها بالمناسبة الكريمة أوضحت أن المشاعر تخفق اليوم بالبشر والأنس ونحن نشرف على تكريم المحفظات والحافظات ، وهو تكريم لقلوب تضيء علينا كالشمس ، تحلقن لحفظ كتاب الله بدأب وجد ، حق لنا اليوم أن نحتفي – تضيف الأستاذة دعنون – ونكرم غالياتنا ونسأل الله تعالى أن يكون القرآن لهن شاهد وأن يجعل مقامهن في جنات خلد. وأكدت الحاجة فاطنة أن تكريم هذه المرابطات المجاهدات هو أمر عظيم وكبير حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " خيركم من تعلم القرآن الكريم "وفي حديث صحيح ثان " من يرد الله به خير يفقهه في الدين "وكم هو جميل أن نرى فلذات أكبادنا يحفظن القرآن الكريم عن ظهر قلب ،وهل من حدث أعظم من أن يتكرم الله على بعض عباده فيكرمهم بحفظ هذا الدستور الخالد الذي لا يأتيه الباطل لا من خلفه ولا من بين يديه " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " وانتقلت الأستاذة دعنون للحديث عن دور المرأة في المساجد التي تعتبر أشرف بقاع الأرض كما قال تعالى في الحديث القدسي " إن بيوتي في الأرض المساجد وأن زوارها عمارها فطوبى لرجل توضأ في بيته وزارني في بيتي فحق على المزور أن يكرم زائره "، ثم تحدثت عن حياتها مع القرآن الكريم وعمرها لم يتجاوز العشر سنوات وما أولته من عظيم الاهتمام للحفظ والتجويد وهي على رأس مؤسسة سيدي علي تمكارت بالناظور. وأخذ معهد الإمام مالك بأولاد ابراهيم بالناظورحيزا مهما من مداخلة الأستاذة الحاجة فاطنة دعنون واصفا إياه بالمثمر والمنتج ، منوهة بمجهودات السيد رئيس المجلس العلمي الأستاذ ميمون بريسول الذي قالت في شأنه إنه يكفيه فخرا أنه ابن شيخ علامة كان يعلم القرآن الكريم. ودعت الأستاذة دعنون إلى عقد مؤتمر جهوي للمحفظات والحافظات تمسكا بالعهد القويم و اتباع النهج المستقيم والسير على النور المبين . وفي ختام كلمتها، جددت الأستاذة دعنون باسم كافة أطر مؤسسة دار الام آيات الولاء والإخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وعن مشاعر التقدير والإعجاب للمشاريع التي يعطي جلالته انطلاقتها في مختلف ربوع المملكة ومنها دار الأم التي تحتضن اليوم هذا اللقاء التكريمي لحافظات ومحفظات القرآن الكريم. وخلال الحفل الكريم ، تم توزيع شواهد تقديرية وتحفيزية على مجموعة من الحافظات والمحفظات لكتاب الله عز وجل تحمل عناوين كل من المجلس العلمي ومندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة دار الأم. كما تم الإنصات لمجموعة من الأناشيد الدينية والأمداح النبوية أدتها بعض الحافظات وتجاوبت معها القاعة كثيرا خصوصا الأنشودة الرائعة والمؤثرة للطالبة سارة كلموع . وفي ختام الحفل تم رفع رفع أكف الضراعة بالدعاء إلى المولى عز وجل بأن يعين الأمة على الدنيا بتثبيت القلوب وعلى الآخرة بالتقوى ويصلح ديننا الذي هو عصمة أمرنا ويصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا ويصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا ويشمل برحمته كافة المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ويبارك مجهودات الحافظات والمحفظات وكافة العلماء والفقهاء والأساتذة والشيوخ الأجلاء ويديم أجواء السعادة والهناء على الشعب المغربي وكافة الشعوب العربية والإسلامية ويمد بعونه ونصره جلالة الملك محمد السادس ويقر عينه بصاحب السمو الملكي الأمير الجليل المولى الحسن وأن يشد أزره بشقيقه الأسعد المولى رشيد إنه إذا يشاء قدير وبالإجابة جدير. وأقيم حفل شاي ثم عشاء على شرف الحافظات والمحفظات جزاهن الله عنا خير الجزاء. فداومي حفظكِ للآي يا أملي ~ ولا تعودي وسيري دائماً قُدُمَا ولْتعملي بكتاب الله راجية ~ في جنةِ الخلدِ منه الأجر والنعما وترتقي منزلاً يعلو على قلمي ~ والشعرُ يعجزُ عن وصف له عَظُما ويُلبسُ الوالدن التاج في غدهم ~ جزاء حفظكِ من ربِّ الورى كرما وتهنأي بالذي قد نلتِ حافظة ~ عالي الجنان وربُّ العرش قد رحما