قال مصطفى الخلفي وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة إن الراحل محمد العربي المساري كان من أكثر المساهمين والمشجعين في مسار اصلاح الصحافة والاعلام بالمغرب حيث كان ينبوعا من العطاء والانتاج. وذكر الخلفي خلال مشاركته في أربعينية الوزير السابق والسفير والصحافي محمد العربي المساري أن الرجل خلال حياته ناضل من أجل ثلاثة مبادئ هي التوافق معتبرا أن إصلاح الاعلام ليس قضية حزب معين، وإنما قضية الوطن، ومبدأ الانفتاح مؤمنا ان المجتمع المغربي بطبيعته متنوع ومنفتح ومتعدد، ثم مبدأ الصبر في الاصلاح والايمان بأن العجلة تقتل الاصلاح. وتوقف وزير الاتصال ضمن اللقاء التأبيني الذي حضره رئيس الحكومة عبد الاله ابن كيران؛ وعدد من الوزراء ورجال السياسة والفكر والإعلام؛ (توقف) عند عدد من مواقف الراحل وجهوده في إصلاح القطاع وانشغاله به مؤكدا أنه استبشر خيرا بعدد من النقاط التي رآها تتحقق فيما بعد والتي لم تتحقق في عهده، ومن بينها عودة قضية النشرة باللغة العربية إلى مكانها الطبيعي في وقت الذروة بعد أن تحولت في عهده الى آخر الليل، وهو الامر الذي رغم بساطته إلا انه كان كبيرا بالنسبة له، بالاضافة إلى انخراطه الفاعل في عدد من الهيئات مثل رئاسة اللجنة العلمية للحوار حول مدونة الصحافة والنشر، واللجنة العلمية للكتاب الأبيض حول السينما. من جهته نوه عبد الكريم غلاب مدير جريدة العلم الأسبق بكون الراحل العربي المساري لم يغير المنصب عاداته في العمل ولم تغيره الاحداث التي عرفها المغرب طيلة حياته، حيث كان يشتغل بجد ونضال في الفكر والحياة. وذكر غلاب خلال الكلمة التي ألقيت نيابه عنه، بتجربة المساري مع العمل الصحفي مشددا على اجتهاده في ابتكار الرأي الجديد والكلمات الجيدة، وهو ما يجعله يكتسب من أصدقائه القراءة أكثر مما اكتسب المعرفة الشخصية. الأربعينية التي احتضنتها المكتبة الوطنية مساء الخميس 17 شتنبر 2015، وسيرها السفير مولاي أحمد الادريسي، ألقى خلالها امحمد بوستة كلمة في حق الراحل منوها بخصاله في الوفاء والاخلاص الذي طبع أعماله ومسؤولياته التي تحملها في حياته. كما تحدث الصديق معينينو عن نضاله في تغيير الصحافة من الناحية القانونية والعملية والاخلاقية. في الوقت الذي اعتبر وزير الثقفاة الأسبق محمد الأشعري ان المساري كان رجل فكر بالاساس قلق بقضايا الصحافة واللغة والهوية والتحول الديمقراطي والحداثة والمجتمع، حيث كان يؤمن بأن الفكر ينبغي ان يظل جوهرالعمل السياسي، رافضا بناء أي قناعة دون تفكيك. هذا وأشاد مصطفى البقالي مدير جريدة العلم التي نظمت اللقاء التأبيني بالاشتراك مع عائلة الراحل العربي المساري ، ان المساري كان نموذجا في ممارسة الدقة وأصوليا في متابعة التنفيذ، ومحترفا في المنهجية وتقنيات تطويع الارشيف لأغناء الرصيد المعرفي والصحافي.