الرباط محمد الرسمي تم، يوم الخميس الماضي في المكتبة الوطنية في الرباط، تنظيم حفل تأبيني للصحافي والأديب الراحل عبد الجبار السحيمي، حضره مجموعة من رجال الفكر والصحافة، إضافة إلى وزراء وفاعلين سياسيين من حزب الاستقلال، وأيضا بعض الوجوه البارزة من بعض الأحزاب الأخرى. وقد تميّزَ حفل التأبن، الذي نظمه اتحاد كتاب المغرب، بحضور عدد من الوزراء الحاليين، أمثال محمد الوفا، وبعض الوزراء السابقين، أمثال الحبيب المالكي وفتح الله ولعلو عن حزب الاتحاد الاشتراكي، إضافة إلى أعضاء من اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، يتقدمهم عادل بنحمزة، القيادي الشاب في حزب علال الفاسي، وأيضا القيادات التاريخية للحزب، أمثال عبد الكريم غلاب وامحمد بوستة ومحمد العربي المساري، إضافة إلى سفير دولة فلسطين في الرباط والمؤرخ السابق للمملكة، حسن أوريد. كما عرف «الحفل» توزيع كتاب تحت عنوان «عبد الجبار السحيمي.. ضمير جيل»، من إنجاز اتحاد كتاب المغرب، وضمّ مجموعة من الشهادات والأشعار والقراءات في المسار الأدبي والصحافي للراحل، كما تميز بإلقاء مجموعة من أصدقاء ورفاق الراحل، من الصحافيين والأدباء، كلمات في حقه، أجمعت كلها على الصفات المتفردة التي كان يحملها كإنسان وصحافي وأديب، عاش في صمت بعيدا عن الأضواء.. وفي هذا السياق، قال عبد الكريم غلاب، الأديب والقيادي السابق في حزب الاستقلال، إن «الراحل عبد الجبار السحيمي، كان رجلا متميزا ولم يكن بإمكانه إلا أن يكون صحافيا، لأن حياة الموظفين لم تُخلَق له ولم يخلق لها، رغم أنه مات وفي حلقه غصة من الصحافة، لأنه كان يريد لها المزيد من النمو والازدهار لتكون في أفق تطلعات القراء». وأضاف صاحب مؤلف «دفنّا الماضي»، الذي كان رفيقا للراحل أثناء إشرافه على الصفحة الثقافية في جريدة «العلم»، أن «الراحل كان عصاميا، استطاع أن يُثقّف نفسه بنفسه، رغم الظروف الصعبة التي عاشها في طفولته، ليجد نفسه، في وقت من الأوقات، مكلفا بمهمة الأخذ بيد الأدباء المبتدئين نحو الشهرة، من خلال فتح الملحق الثقافي للجريدة، الذي ارتبط باسمه، أمام المواهب الشابة في عالم الادب، على اختلاف توجهاتها، السياسية والإيديولوجية». وختم غلاب تدخله بالتأكيد على أن الراحل، «رغم أنه كان مُقلا في الكلام، فإن كلماته كانت نفاذة واستطاع، بدهاء شديد، تجنب مقص الرقيب على مقالاته، بفضل أسلوبه الجميل في الكتابة وعمق المعاني التي تحملها هذه المقالات، وهو ما يجعلها بحق مصدرا يمكن للمؤرخين الرجوع إليه للتأريخ للأحداث التي شهدها المغرب في تلك الفترة». أما الأديب مبارك ربيع، زميل الراحل في اتحاد كتاب المغرب، فقد أكد أن «معارك السحيمي كانت كلها ذات مضمون ثقافي»، مشيرا إلى أنه «لعب دورا مُهمّاً في حل المشاكل داخل اتحاد كتاب المغرب، كما أنه عاش وفيا طيلة حياته لجريدة «العلم»، رغم أنه كان بإمكانه الاشتغال خارجها، نظرا إلى كفاءته المهنية، مما يدل حقيقة على روح الوفاء التي يحملها في داخله، رغم أن انتماءه لم يجعله، يوما ما، متعصبا لمعسكره الحزبي، بل كان دائما متعصبا للحقيقة».