تجمع الصبية والصغار أحدهم جلب حبلا وآخر إناء كبيرا من الماء وثالثا العشب الأخضر والبرسيم، فخروف العيد أتي ليملأ البيت بهجة في العيد. الحاج أبو طارق أنهى ربط الخروف بإحكام في باحة منزله الصغير بعد تأمين ثمنه وفق إمكانياته المادية البسيطة فالمواشي غالية الثمن موضحا أن هدفه من وراء شراء أضحية العيد إنما هو لتأدية الواجب الديني وإدخال الفرحة في نفوس أبنائه وأحفاده مشيرا إلى أنه لم يضح العام الماضي بسبب ظروفه الاقتصادية الصعبة وتراكم الكثير من الالتزامات المادية عليه. وبينما جلس أبو طارق بعيدا عن الخروف بقي حفيده أحمد 6 سنوات يتقافز يمينا وشمالا بالقرب منه ويقلد صوته ويحدثه كما لو كان يفهمه جيدا وقال أحمد مخاطبا أنا مبسوط ولن أدعهم يذبحوا الخروف كي أبقى ألعب معه فيما قالت شقيقته هبة 21 عاما لي صديقات لم يتمكن آباؤهن من شراء أضحية العيد بسبب أوضاعهم الحياتية الصعبة. يذكر أن عيد الأضحى المبارك يحل هذا العام وأبناء شعبنا يعيشون أوضاعا معيشية صعبة للغاية لا سيما أن سلطات الاحتلال شددت مؤخرا من حصارها المفروض على القرى والمدن الفلسطينية ومنعت الآلاف من العمال من التوجه إلى أعمالهم داخل الخط الأخضر الأمر الذي انعكس سلبا على تفاعلهم مع مظاهر وأجواء عيد الأضحى المبارك. وقال الحاج أبو محمد وهو تاجر مواش في سوق فراس أحد أكثر أسواق مدينة غزة شهرة وشعبية إن إقبال المواطنين على شراء أضاحي العيد هذا العام قليل جدا مقارنة بالسنوات السابقة عازيا ذلك إلى تراجع دخل المواطن إذ بالكاد يكفي هذا الدخل مستلزماته الأساسية، وللأسباب ذاتها قررت الحاجة أم أيمن الاستغناء عن ولائم الفطور والغداء الدسم الذي اعتادت أن تصنعه على مدار الأيام الثلاثة الأولى من عيد الأضحى واستبدالها بأطباق وأصناف خفيفة من الطعام، وتقول أم أيمن هذا العام لن نضحي فديوننا كثيرة والتزاماتنا البيتية أكثر والدخل محدود فأسرتها تتألف من خمسة أفراد ومصدر رزقها الوحيد هو زوجها، وليست عائلة أبو حازم أحسن حالا من عائلة أم أيمن إذ أن آخر أضحية يتذكرها كانت قبل اندلاع الانتفاضة الحالية وذلك بسبب انقطاعه عن العمل موضحا أنه كان يعمل تاجرا وموزعا للحلوى والبضائع ونتيجة لضعف حركة البيع والشراء كسدت تجارته وتراكمت عليه الديون والتي ما زال يسددها، ودعا أبو حازم الجهات المختصة لوضع خطط لتوفير فرص عمل للأعداد المتزايدة من العاطلين عن العمل معربا عن أمله أن يأتي عيد الأضحى العام المقبل وأبناء شعبنا في حال أفضل وأكثر استقرارا. المركز الفلسطيني للإعلام