انتقد عدد من الإعلاميين الأمريكيين الطريقة التي عالجت بها وسائل الإعلام الأمريكية الحرب على العراق، وخاصة في مرحلة ما قبل الغزو، واعتبروا أن إدارة الرئيس جورج بوش خدعت الإعلام من خلال تقارير الاستخبارات التي كانت تروجها، مؤكدين أن ذلك يعتبر عارا على وسائل الإعلام. وقال الصحفي والكاتب مايكل ماسينج لوكالة الأنباء الفرنسية الأحد الماضي: «وسائل الإعلام تسعى حاليا إلى كشف أخطاء إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش، موضحا أن صحيفة واشنطن بوست تساءلت في أحد عناوينها هل كانت ترسانة أسلحة الدمار الشامل العراقية موجودة على الورق فقط؟!، بينما تساءلت مجلة التايم عن الخطأ الذي حدث في ما يتعلق بالحرب. وأضاف ماسينج «عندما نرى كل هذا نتساءل: أين كنّا قبل الحرب؟ ولماذا لم نعرف المزيد عن هذه الأكاذيب؟». وماسينج هو صاحب تحقيق نقدي نُشر في فبراير 2004 في صحيفة نيويورك ريفيو بوكس عن الصحافة الأمريكية والعراق. وقال في تحقيقه: «إن صحيفة نيويورك تايمز لم تتساءل مثلا عن صحة المعلومات التي قدمها أحمد الجلبي، المعارض العراقي السابق، الذي يتمتع بحماية بوش، وعضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي حاليا إلى أن شككت الاستخبارات علنا في هذه المعلومات في شتنبر 2003». وعن سبب هذه المعالجة الصحفية قال ماسينج: «رغبة المحررين في طرح أسئلة تثير الغضب كانت تقل مع اقتراب الحرب، لعدة أسباب من بينها رغبة الحكومة في السيطرة، والمناخ السياسي، وغياب المناقشات، والتهديدات التي أطلقتها أصوات محافظة... إضافة إلى تبعية وسائل الإعلام». من جهته أكد روبرت شير من صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن هذه المرحلة «كانت عارا على وسائل الإعلام الأمريكية». وتساءل «لماذا لم نحقق في الأسباب المفترضة لهذه الحرب، والتي كان من بينها وجود علاقة بتفجيرات 11 شتنبر 2001 ومكافحة الإرهاب؟». وأضاف شير: «ليس هناك أي شخص يتمتع بالذكاء في وسائل الإعلام يمكن أن يصدق أن صدام حسين (الرئيس العراقي المخلوع) كان وراء هجمات 11 شتنبر، ومع ذلك اتبع الجميع هذا الخط». لكنه أشار إلى أن بعض الصحف المحلية في مجموعة نايت ريدر، مثل ميامي هيرالد وفيلادلفيا أنكوايرر خرجت عن هذا الاتجاه، واهتمت منذ شتنبر 2002 بالتحقيق في صحة التبريرات التي تطرحها الإدراة الأمريكية لشن حرب على العراق. أما ديفيد بوينك، أستاذ الصحافة في جامعة أنديانا، فرأى أن السلطة أصبحت منذ عهد الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان ماهرة في فن استخدام وسائل الإعلام، وخصوصا السمعية البصرية منها. وقال للوكالة الفرنسية: «وسائل الإعلام مخطئة إلى حد ما، لكنها كانت أسيرة رسائل واشنطن. كيف يمكن التحقيق بشكل مستقل في قضية أسلحة الدمار الشامل إذا كانت الإدارة تخدعك في تقارير الاستخبارات؟». وأضاف «الأمر نفسه ينسحب على قضية العلاقة بين صدام حسين وتنظيم القاعدة»، مشيرا إلى أن محطة إن بي آر الإذاعية أكدت باستمرار أنه ليس هناك أي دليل على وجود علاقة بين صدام والقاعدة. وأضاف «عندما يؤكد الرئيس الأمريكي على التلفزيون وجود هذه العلاقة، يبقى عالقا في ذهن الجمهور ما قاله الرئيس». وكان جون بيرنز، الصحفي بصحيفة نيويورك تايمز، قد قال في اتصال هاتفي من بغداد بمؤتمر الحرب ووسائل الإعلام الذي عُقد في نهاية مارس 2004 بجامعة بيركلي بالولايات المتحدة: «تخلينا عن الجمهور الأمريكي، لأننا لم نوجه انتقادات كافية لخطة الحرب». من جهته رأى لورن جينكينز، الصحفي بإذاعة إن بي آر العامة، أن وسائل الإعلام ربما تحدثت بشكل صحيح عن نقطة واحدة هي أن «احتلال بلد عربي في وسط الشرق الأوسط سيكون كارثة