أثار انطلاق ما أطلقت عليه وزارة التربية الوطنية بمنتديات الإصلاح جملة تساؤلات حول المرمى من هذه المنتديات، وما إذا كانت تشكل عودة إلى نقطة الصفر في مسار الإصلاح التعليمي ببلادنا، خاصة وأن هذا المسار قد تخطى منتصف الطريق، ضمن العشرية الوطنية للتربية والتكوين، وما زالت هناك عدة انتقادات بشأنه وبشأن نتائجه إلى حد الآن. وعلى الرغم من محاولات الحبيب المالكي، وزير التربية الوطنية والشباب، خلال الندوة الصحافية التي خصصها أمس (الثلاثاء) للإعلان عن انطلاق منتديات الإصلاح، التأكيد على أن هذه المنتديات ستشكل وقفة لاستخلاص الدروس وتقييم ما تم إنجازه وما هو قيد الإنجاز أو مبرمج للإنجاز، فإن الواضح أن التعثرات التي عرفها مسار تطبيق مقتضيات ميثاق التربية والتكوين، التي بدأ العمل بها منذ ما قبل الخمس سنوات، والتي تهم بالخصوص مسألة تعميم التمدرس والرقي بالمؤسسة التعليمية وبوضعية المدرس وتطوير الوسائل البيداغوجية وغيرها، هذه التعثرات ألزمت ضرورة التفكير في محطات لتجديد نفس الإصلاح الذي ما زال مساره يراوح مكانه، وهو الأمر الذي أقر جانبا منه وزير التربية الوطنية نفسه بقوله إن القسم الدراسي لا يعيش الإصلاح بالكيفية التي نريد أن يكون عليها هذا الإصلاح. ولاحظ، في هذا الصدد، بعض الصحافيين الحاضرين للندوة أن هذه المحطات قد تشكل عودة إلى نقطة البداية في مسار هذا الإصلاح التعليمي في حال ما إذا لم تسفر عن نتائج إجرائية تدفع بهذا المسار إلى التحقق قبل متم عشرية التربية والتكوين. وفي سؤال لالتجديد حول الضمانات التي يمكن أن تجعل من هذه المنتديات آخر محطات التقويم في مسار الإصلاح التعليمي تفتح بعدها أوراش لأجرأة ميثاق الإصلاح بشكل أكثر فعالية، قال وزير التربية الوطنية إن الضامنين الحقيقيين لهذا الإصلاح هم نساء ورجال التعليم وليست الإدارة، فهم صانعو هذا الإصلاح والساهرون على تطبيقه، يقول الحبيب المالكي، الذي أكد في ورقة تقديمية له أن الوزارة ستسلك منهجية التتبع والتقييم المؤدي إلى إرساء المدرسة الوطنية الجديدة بإرساء ثقافة وسلوكات جديدة في التعامل مع الفعل التربوي، واستيعاب محورية النظام التربوي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلادنا. وتشير وزارة التربية الوطنية والشباب، من جهتها، في مطويات صحافية وزعت خلال الندوة المذكورة، إلى أن ما أطلقت عليه اسم منتديات الإصلاح سيتم الشروع فيها بداية من الخامس عشر أبريل الجاري لتستمر إلى غاية الخامس عشر من الشهر المقبل، وستتوزع هذه المنتديات على مستويين: أولهما مستوى جهوي ستعقد فيه، بين 15 أبريل الجاري والثالث من ماي المقبل، منتديات مشتركة بين الأقاليم والعمالات تضم فاعلين تربويين مباشرين وفاعلين ذوي صلة بالعملية التربوية، وكذا مدير ورؤساء الأقسام والمصالح بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين. أما المستوى الثاني فستنظم في إطاره منتديات المؤسسات التعليمية بين الثاني والخامس عشر من ماي المقبل، وذلك داخل كل إقليم على مستوى جماعات حضرية بالنسبة للوسط الحضري، وعلى مستوى الدوائر بالنسبة للوسط القروي، أو على مستوى جماعات قروية مشتركة. وسينشط هذه المنتديات أعضاء مجالس تدبير المؤسسات التعليمية المشاركة وفعاليات عاملة في الميدان التربوي أو لها ارتباط وثيق بها. يونس البضيوي