يعمل مجلس الجالية بشراكة مع معهد الدراسات والأبحاث للتعريب على رصد المشاكل التي تواجهها الجالية المغربية المقيمة في الخارج والمتعلقة بتعلم اللغة العربية، ووضع المجلس على موقعه الالكتروني استمارة تسعى إلى رصد حاجيات التكون في اللغة العربية الوظيفية بأوروبا. وتضم الاستمارة، وهي موجهة بالأساس لأساتذة اللغة العربية بالخارج 22 سؤالا، الهدف منها حسب ما جاء فيها توظيفها لأغراض تكوينية. ومن الأسئلة التي تطرجها الاستمارة مدى الإقبال على تعلم اللغة العربية في بلد الإقامة و نسبة الاستمرار في الاستفادة من دروس اللغة العربية وكذا عدد المستفيدين والمستفيدات في القسم وعدد الحصص الدراسية الأسبوعية. كما تستفسر الاستمارة حول نوع الفضاء المدرسي وما إذا كان قسما تابعا لجمعية أو ملحقا بمسجد أو قسما في مركز ثقافي، وتسعى الاستمارة إلى معرفة نوع الكتب المعتمدة في التدريس ونوعية الوسائل والمعينات الديداكتيكية المعتمدة في التدريس. وترصد واقع التكوين التربوي والديداكتيكي لأساتذة اللغة العربية في أوربا وأيضا المجالات التي يرغبون في التكوين فيها. ويتم تعليم اللغة العربية خارج ساعات الدوام المدرسي في فضاءات تتيحها إدارة المؤسسات التعليمية أو السلطات المحلية في بلد الإقامة أو في إطار تعليم موازى يتم في المساجد وفي مقرات جمعيات المغاربة. وجدير بالذكر أن أساتذة اللغة العربية، والذين يقارب عددهم 600 أستاذ، تم اختيارهم في إطار برنامج تم إطلاقه سنة 1991 من طرف مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، وصار فيما بعد موضوع تعاون بين المؤسسة والوزارة المكلفة بالجالية لتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء المهاجرين المغاربة بأوربا. ويتوزع هؤلاء المدرسون بشكل أساسي بين فرنسا وبلجيكا وهولندا وإسبانيا وألمانيا وبريطانيا والنرويج والدانمارك، وهي البلدان التي تعرف أكبر تمركز للمهاجرين المغاربة بأوربا. وتعترض عملية تدريس اللغة العربية لأبناء المهاجرين المغاربة عددا من العوائق من بينها قلة الساعات المخصصة للتدريس، وغياب مقرر موحد يراعي الجوانب البيداغوجية للنشء، وعدم توفر غالبية المساجد على قاعات للدرس، وغياب الإطار المدرس صاحب الكفاءة، وفقدان الآباء لملكة المراقبة والمتابعة لمستويات أبنائهم التعليمية، كما أن تعدد المتدخلين في هذا المجال وغياب التنسيق بين العديد من المؤسسات الرسمية المغربية مثل مؤسسة الحسن الثاني، مجلس الجالية، وزارة الخارجية لم يساعد على بلورة رؤية استراتيجية توحد المناهج والجهود من أجل تقوية تدريس اللغة العربية لأبناء المهاجرين.