سمع دوي سلسلة انفجارات قوية في المجمع الرئيسي لقيادة قوات الاحتلال الأمريكي بوسط بغداد صباح أمس. واستنكر مكتب الشهيد الصدر في بغداد تهديدات قائد قوات الاحتلال الأمريكي بالعراق ريكاردو سانشيز. وقال رئيسه عبد الهادي الدراجي لقناة الجزيرة إن هذه التصريحات تخالف ما جرى التفاوض حوله في النجف لتهدئة الأزمة بين الصدر والاحتلال. وفي السياق ذاته التقى نجل المرجع الشيعي البارز في العراق آية الله علي السيستاني مع مقتدى الصدر في مكتبه أول أمس ليخبره برفض السيستاني للتهديدات الأمريكية. وبدا أن وقف النار في الفلوجة المحاصرة أوشك على الانهيار ليلا، مع إصرار الاحتلال الأمريكي على تسليم المدينة قتلة الأمريكيين الأربعة الذين مثل بجثتي اثنين منهم. وأقرت القوات الأمريكية بأن الضحايا العراقيين هم عشرة أضعاف ضحاياها، أي أن خسائر الاحتلال منذ مطلع الشهر الجاري بلغت حوالي 70 جنديا مقابل 700 عراقي معظمهم من المدنيين. واعترف قائد القوات الأمريكية في العراق بفقدان جنديين أمريكيين وسبعة مقاولين أمريكيين يعملون لصالح شركة هيلبيرتون. على صعيد آخر، أعلنت هيئة علماء المسلمين في العراق مساء الاثنين أنه تم الإفراج عن سبعة رهائن صينيين كانوا محتجزين في وقت سابق. وعلى إثر الأوضاع الدموية المتصاعدة في العراق، بدأ عدد من الدول بالتفكير في سحب رعاياها العاملين في العراق، فيما حذرتهم دول أخرى من مغادرة معسكراتهم. ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن مصدر في وزارة الخارجية أن الحكومة تبحث إمكانية إجلاء أكثر من 500 روسي يعمل معظمهم في قطاع النفط. وطلبت تايلند قواتها العاملة في العراق بعدم مغادرة مقر إقامتها، وبدأت بالتفكير في ما إذا كانت ستبقي قواتها لغاية شتنبر كما هو مخطط. كما قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا هيلين كلارك إن قواتها ربما تغادر العراق إذا استمرت أعمال العنف، كما أمرت قوات بلادها بالبقاء داخل القاعدة في مدينة البصرة. وأفادت القدس العربي أن الأيام الأخيرة، مع تصاعد الأحداث الدامية في العراق، شهدت جفوة واضحة بين مجلس الحكم الانتقالي العراقي والحاكم المدني الأعلى بول بريمر الذي يحاول استخدام مجلس الحكم في تهدئة الشارع العراقي دون منحه صلاحيات واضحة في إدارة البلاد، وهو ما انعكس على تهديد عدد من أعضاء مجلس الحكم بتعليق عضويتهم، أو انتقاد السياسة الأمريكية في العراق بشكل واضح، تقربا من الشارع العراقي الذي صعد من رفضه للاحتلال الأمريكي، بما يهدد مستقبل مجلس الحكم في قرار نقل السلطة، الذي بدا هو الآخر محل شك في الشارع العراقي، بعد تصاعد دعوات أمريكية بتأجيل نقل السلطة فضلا عن ضغوط خارجية كشف عنها رئيس الوزراء الكويتي من خلال تخوفه من نقل السلطة، إلى حكومة عراقية ضعيفة مما يعني عمليا دعم استمرار الاحتلال. وادعى الرئيس الأمريكي جورج بوش أن الحملة الصارمة التي يشنها الجيش الأمريكي على المقاومين من السنة والشيعة في العراق ضرورية لنقل السلطة المزمع إلى العراقيين في 30 من يونيو. كما طلب الجنرال جون أبي زيد نجدة بإرسال جنود آخرين لدعم قواته بالعراق. وعقد بوش أمس الثلاثاء أول مؤتمر صحفي رسمي لمناقشة الوضع، ويسعى بوش إلى إعادة انتخابه في نونبر القادم ويأتي العراق على رأس جدول اهتماماته، ويتهمه الخصوم بدفع الولاياتالمتحدة إلى مستنقع على نمط فيتنام، والقوات التي تقودها الولاياتالمتحدة وكافحت على مدى شهور لسحق المقاومين السنة في وسط العراق تواجه الآن تمردا للشيعة يقوده مقتدى الصدر في الجنوب