توفي فجر يوم السبت 24/1/2004 الروائي العربي الكبير عبد الرحمن منيف في العاصمة السورية، لتكون هذه فجيعة جديدة تصيب الشارع الثقافي العربي. ويعتبر منيف الذي وافته المنية عن عمر يناهز السبعين عاماً، واحداً من أبرز الكتاب والروائيين العرب الذين حازوا على اعجاب ملايين القراء العرب والمثقفين والصحفيين، بعد أن كتب عدداً من روائع الروايات التي شكلت اضافات حقيقية للأدب العربي. ولد عبد الرحمن منيف في العاصمة الأردنية عمان عام ,1933 من أب سعودي وأم عراقية، وأمضى طفولته في الأردن حيثُ درس فيها المرحلة الابتدائية وحتى الثانوية، قبل أن يغادرها الى العراق عام 1952 لاكمال دراسته الجامعية، إلا أن بقاءه في بغداد لم يطل حيثُ فُصل من الجامعة وحرم من اكمال تعليمه مع مجموعة كبيرة من الطلبة على خلفية قيامهم بفعاليات لرفض حلف بغداد عام .1955 ثم اتجه منيف الى القاهرة التي أكمل دراسته الجامعية فيها، وانتقل لاحقاً الى يوغوسلافيا التي حصل منها على شهادة الدكتوراة في اقتصاديات النفط عام ,1961 ثم رحل الى دمشق التي عمل فيها في مجال البترول، ثم انتقل الى بيروت التي اشتغل فيها بالصحافة قبل أن يُصدر أولى أعماله الأدبية في عام ,1973 وهي رواية الأشجار واغتيال مرزوق. هاجر منيف في بداية الثمانينيات من القرن الماضي الى فرنسا وتفرغ فيها لكتابة الروايات، لكنه لم يلبث أن عاد الى دمشق التي أحبها وأحبته في العام ,1986 وبقي فيها حتى وافته المنية ليعانق ترابها الذي أحب الى الأبد. من أبرز ما كتب منيف من أعمال أدبية رواية شرق المتوسط، وفيها فضح السجون العربية وقمع أجهزة الأمن العربية القابعة على ضفاف شرق المتوسط، وربما كانت هذه الرواية هي السبب وراء تركه فرنسا والعودة الى شرق المتوسط، حيثُ يتحدث فيها عن معتقل يمضي في زنازين أجهزة الأمن العربية سنوات طويلة من عمره صامداً شامخاً، لكنه يستسلم بعد تلك السنين بفعل المرض. وبعد أن يوقع الرجل المدعو رجب على وثيقة استسلامه لدى سجانيه يتم الافراج عنه، ويغادر الى فرنسا للعلاج، ليفاجأ بأن العالم لا زال فيه شيء من الحرية، فيفضل البقاء هناك ليفضح ممارسات الأنظمة القمعية التي واجهها في بلاده الناطقة بلغة الضاد، لكنه يلتقي برجل فرنسي يشرح له كيف أن الحرية تنتزع انتزاعاً، وكيف ناضل الفرنسيون سنوات طويلة لتحقيق هذه الحرية التي يراها، ثم يتلقى رجب رسالة من ابن أخته يقول له فيها: لم يُعرف عن قائد أنه انتصر بالكلمة.. السيف هو الطريق الوحيد للنصر.. طالباً منه العودة الى بلده لاكمال نضاله فيها.. ولم يلبث أن يعود رجب من فرنسا حتى تعاود أجهزة الأمن الى اعتقاله. ومن أبرز الروايات التي كتبها منيف: الأشجار واغتيال مرزوق (1973)، قصة حب مجوسية (1974)، شرق المتوسط (1975)، النهايات (1977)، حين تركنا الجسر (1979)، سباق المسافات الطويلة (1979)، عالم بلا خرائط (1982) - +بالاشتراك مع جبرا ابراهيم جبرا؛، خماسية مدن الملح، الآن هنا أو شرق المتوسط مرة أخرى (1991)، لوعة الغياب (1991)، أرض السوادن 3 أجزاء (1999). المصدر:"السبيل" الأردنية