(أم المساكين) زينب الهلالية رضي الله عنها هي زينب بنت خزيمة بن الحارث تدعى أم المساكين لكثرة إطعامها المساكين ورحمتها بهم، خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نفسها فجعلت أمرها إليه فتزوجها في رمضان(السنة الثالثة للهجرة)، إلا أن ابن هشام قال في السيرة: زوَّجه إياها عمها قبيصة بن عمرو الهلالي، وأصدقها الرسول صلى الله عليه وسلم أربعمائة درهم، وكانت حجرتها رضي الله عنها مجاورة لحجرة حفصة بنت عمر بن الخطاب، فعاشت أمهات المؤمنين يأخذن الهدى من مشكاة النبوة ونقلن حياته الخاصة لعموم المسلمين بكل صدق وأمانة. نسبها وخلقها هي زينب بنت خزيمة الحارث بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلالية أو العامرية، ولم يختلف المؤرخون في نسبها من جهة أبيها كما صرح ابن عبد البر في ترجمتها بالاستيعاب بعد سياق نسبها، ونقل ابن عبد البر في نسبها قول أبى الحسن الجرجاني النسابة، وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة بنت الحارث، أم المؤمنين، لأمها وكانت تدعى في الجاهلية >أم المساكين< واجتمعت المصادر التاريخية وكتب السيرة على وصفها بالطيبة والكرم والعطف على الفقراء والمساكين في الجاهلية والإسلام، ولا يكاد اسمها يذكر في أي كتاب إلا مقرونا بلقبها الكريم أم المساكين، لأنها كانت رضي الله عنها أجود زوجات النبي الكريم، لكثرة صدقاتها وبرها ومعروفها، وهذا اللقب النبيل نموذج للمؤمنات للاحتذاء بها في التصدق على المحتجين والبعد عن البخل. ثمانية أشهر بالبيت النبوي تعتبر أم المؤمنين زينب بنت خزيمة رابعة أمهات المؤمنين من زوجات البيت النبوي، لم يمض على دخول حفصة بنت عمر رضي الله عنهم جميعا وقت قصير حين دخلته، ويبدو أن قصر مقامها ببيت الرسول صلى الله عليه وسلم قد صرف عنها كتاب السيرة ومؤرخي عصر المبعث فلم يصل من أخبارها سوى بضع روايات متناثرة لا تسلم من اختلاف. تروي أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، في خطبة النبي صلى الله عليه وسلم لها، قالت: فتزوجني، فنقلني إلى بيت زينب بنت خزيمة (أم المساكين) بعد أن ماتت، مثبتة لها ما كان فيها من خلق كريم، فتقول: أم المساكين، فلم تحملها الغيرة على غمط حقها أوالحط من شأنها. ولم تمكث أم المؤمنين زينب الهلالية أو العمارية بالبيت النبوي إلا ثمانية أشهر وتوفيت في آخر شهر ربيع الآخر في السنة الرابعة من الهجرة، فصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع، وكان عمرها وقتئذ ثلاثين سنة، وكانت أول من دفن من أمهات المؤمنين بالمدينة المنورة، إذ لم يمت من أمهات المؤمنين في حياة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إلا السيدة خديجة أم المؤمنين الأولى، ومدفنها بلحجون في مكة وأم المساكين رضي الله تعالى . إعداد: ع. خلافة