أم المؤمنين جويرية بنت الحارث رضي الله عنها المرأة الذاكرة المباركة في بيت النبوة عاشت نساء ينهلن من توجيهات الهدي النبوي، وينقلنه للبشرية من مبنبعه الصافي، فكانت منهن الفقيهة والمحدثة والجوادة والعاقلة والجميلة خلقا وخلقا، وتعايش الجميع يؤلف بين دياينتهن وأعراقهن هدي الإسلام وأخلاقه، ومن هؤلاء أمنا جويرة بنت الحارث رضي الله عنها، فماذا نعرف عنها؟ انتسابها إلى بيت النبوة هي برة بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة الخزاعية المصطلقية، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الخامسة للهجرة، وهي بنت عشرين سنة، وبسببها فك المسلمون أسراهم من قومها، وكان صداقها عتق كل أسير من بني المصطلق، عندما أسرت مع قومها وعشيرتها في غزوة بني المصطلق أو المريسيع، وروى ابن هشام أن أباها الحارث أسلم وأسلم معه ابنان له وناس من قومه. وتروي عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ظروف زواجها بنبي الرحمة بقولها: لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا بني المصطلق وقعت جويرية بنت الحارث في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، وكاتبته على نفسها، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم تستعينه في كتابتها، فقالت: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، وقد أصابني ما لم يخف عليك، فوقعتُ في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو لابن عم له، فكاتبته على نفسي، فجئتك أستعينك على كتابتي، قال: فهل لك في خير من ذلك؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي كتابتك وأتزوجك، قالت: نعم يا رسول الله، قال: قد فعلت، وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج جويرية بنت الحارث، فقال الناس: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسلوا ما بأيديهم - أي أعتقوا-، فأعتق بتزويجه إياها مائة أهل بيت من بني المصطلق، فما أعلم امرأة أعظم بركة على قومها منها. خلق وتقوى ومن خلقها ما ذكره ابن حجر في الإصابة عن قوة إيمانها رضي الله عنها فقال: جاء أبوها فقال للرسول: إن ابنتي لا يسبى مثلها، فأنا أكرم من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن خيرناها أليس قد أحسنت؟. قال: بلى فأتاها أبوها فذكر لها ذلك فقالت: اخترت الله ورسوله. وكانت رضي الله عنها ذات صبرٍ وعبادة، فعن ابن عباس رضي الله عنه عن جويرية بنت الحارث: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليها وهي في مسجد، ثم مر النبي صلى الله عليه وسلم بها قريباً من نصف النهار، فقال لها: ما زلتِ على حالكِ، فقالت: نعم ، قال ألا أعلمكِ كلماتٍ تقولينها: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته. وتوفيت أم المؤمنين جويرية بنت الحارث سنة خمسين من الهجرة، وهي يومئذ ابنة خمس وستين سنة، وصلى عليها مروان بن الحكم عامل معاوية رضي الله عنه على مدينة رسول الله ودفنت بالبقيع إعداد عبدلاوي خلافة