سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
على هامش السعي الجزائري نحو امتلاك أكبر ترسانة عسكرية في شمال إفريقيا..تاج الدين الحسيني ل"التجديد":السعي الجزائري نحو التسلح رسالة خطيرة لكل دول الجوار الإقليمي وعلى رأسها المغرب
ما تزال الجزائر تواصل عملها الدؤوب من أجل امتلاك أكبر ترسانة عسكرية في شمال إفريقيا، الأمر الذي أصبح يبعث على التساؤل والاستغراب حول من المقصود بهذه الترسانة القوية، التي يأتي بناؤها وتكوينها على حساب التنمية الاقتصادية والاجتماعية للجزائر، وأيضا حول بحث الآثار المترتبة على هذا السعي في ميزان العلاقات المغربية الجزائرية. وفي هذا السياق، وعما إذا كان المغرب هو المستهدف الأول من خلال هذا الحرص الجزائري على التسلح، قال تاج الدين الحسيني أستاذ القانون الدولي بجامعة محمد الخامس بالرباط، ورئيس منتدى 21 للحوار والتنمية في لقاء مع التجديد إن قضية توازن القوى، منذ عهد قديم، ترتبط بمجموعة من العناصر الأساسية، تأتي على رأسها القوة العسكرية، فالجزائر منذ حصولها على الاستقلال، ومنذ حرب الرمال سنة 1963 التي خاضتها ضد المغرب، اعتبرت أن من أهدافها الاستراتيجية تحقيق التفوق العسكري على شركائها الإقليميين. وكان هذا الهاجس يضيف الأستاذ الحسيني يلاحق كل الحكومات الجزائرية دون استثناء، ومن ذلك أن النظام الجزائري عقد في غضون الأسبوع الماضي صفقة تضم 50 طائرة من نوع ميج 29 مع روسيا، بالإضافة إلى تجديد ما تمتلكه من أسلحة الطيران العسكري وسلاح المدرعات، الأمر الذي يشرح المتحدث ذاته جعل معهد الدراسات الاستراتيجية بلندن يصنف الجزائر من بين أول دول المنطقة الساعية نحو التسلح، ليس فقط على المستوى المغاربي فحسب، بل أيضا على مستوى دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط. وحول المقصود من سعي الجزائر نحو التسلح، الذي يفوق إمكانياتها ومستوى دخلها القومي، هل هو مناهضة عدو مفترض للأمة العربية والإسلامية، أم هو لخوض صراع ضد دول في الشمال الإفريقي؟ صرح الأستاذ الحسيني أن علامات استفهام كبرى تطرح بكل براءة أمام هذا الخيار الجزائري، غير أنه زاد قائلا إن الواقع يؤكد أن الجزائر تهدف دائما إلى تحقيق التفوق العسكري على المغرب، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذا التوجه نحو امتلاك أكبر ترسانة عسكرية في شمال إفريقيا يصب في الاتجاه المعاكس لمصالح الشعب الجزائري قبل غيره من الشعوب الأخرى، بحيث يوضح أستاذ القانون الدولي إن هذا الشعب أصبح يفقد بسبب هذا التوجه إمكانيات هائلة، كان بالإمكان توظيفها في تحسين أوضاعه الاجتماعية والاقتصادية والصحية والتعليمية والسكنية. وأضاف الأستاذ الحسيني أن هذا السعي الجزائري نحو التسلح من شأنه أن يبعث رسالة خطيرة لكل دول الجوار الإقليمي، وعلى رأسه المغرب، الذي سيكون بدوره مدعوا إلى العمل على تفادي اختلال التوازن، والسعي بدورها نحو إعادة التسليح، وهو ما سيدخل المنطقة، بحسب المتحدث نفسه، في دوامة خطيرة لن تنعكس عليها وعلى مصالحها، إلا سلبا. عبد الرحمان الخالدي