ينظم الجيش الجزائري، بتعاون مع منظمة حلف الشمال الأطلسي، في غضون الأيام القليلة المقبلة، مناورات عسكرية مشتركة مع بعض دول المنظمة.وأوضحت مصادر صحافية، استنادا لوكالة إيفي الإسبانية، أن ست بواخر تابعة لمنظمة حلف الشمال الأطلسي وصلت يوم الأحد الماضي إلى ميناء الجزائر العاصمة بهدف المشاركة في المناورات العسكرية المشتركة بين الطرفين. وأضافت المصادر ذاتها، أن البواخر الست، التي هي في ملكية كل من ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا واليونان وتركيا، ستكون تحت قيادة الأميرال الألماني ميكاييل مان، وهدف هذه المناورات العسكرية المشتركة، التي ستستغرق أربعة أيام، مساعدة الجيش الجزائري على تحسين معرفته بإجراءات محاربة الألغام. ويأتي الإعلان عن تنظيم هذه المناورات العسكرية بين الجيش الجزائري وبعض دول منظمة حلف الشمال الأطلسي، بعد أن تحدثت مصادر صحافية جزائرية الأسبوع الماضي عن مناورات عسكرية مغربية فرنسية قرب مدينة وجدة، واعتبرتها حينئذ بمثابة رد فرنسي مغربي على العلاقات الجزائريةالأمريكية، وخاصة على التعاون الحاصل بين الجزائر والحلف الأطلسي، الذي أصبح يكتسي طابعا أمنيا، يتعلق بشكل أساسي بمحاربة الإرهاب، كما ذهبت إلى أن توقيت ومكان تلك المناورات، التي تفردت وحدها بالحديث عنها، يؤكد الدعم الفرنسي للمغرب. وفي السياق نفسه، ذكرت مصادر صحافية مطلعة أن حكومة مدريد صادقت في الأسبوع الماضي، على خلفية احتلال جزيرة تورة المغربية، على قرار يقضي بمنع بيع أية أسلحة أو عتاد عسكري للمغرب، بعد ما كشفت بعض المصادر المطلعة عن أن المجموعة الدولية قد رفعت الحظر عن بيع الأسلحة للجزائر، بعد أن أظهرت هذه الأخيرة مساعدة كبيرة في الطريق نحو القضاء على ظاهرة الإرهاب، ولا سيما بعد الأحداث الأخيرة ل11 شتنبر ,2001 مما يعني أن علاقة الجزائر مع الجمعية البرلمانية لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ستعرف تحسنا ملحوظا في الأيام المقبلة، وهو ما أكده رئيس الجمعية البرلمانية بروس جورج، حيث أفاد في تصريح سابق أن علاقة الجزائر بهذه المنظمة ستتدعم مستقبلا في مجال مكافحة الإرهاب، خصوصا رفع الحظر عن بيع الأسلحة لها. ومجموع تلك المعطيات يدعم مواصلة وزارة الدفاع الجزائرية نقاشها مع البنتاغون الأمريكي من أجل بناء قاعدة عسكرية في الجنوب الجزائري، بما يشكل ذلك من استفزاز مباشر للمغرب، ويعكس حقيقة السباق الجزائري نحو امتلاك أكبر قوة عسكرية بالشمال الإفريقي، وتقديم نفسها على أنها الرقم الصعب المنافس للمغرب في معادلة شمال إفريقيا. وبالإعلان عن تنظيم هذه المناورات المشتركة بين الجزائر ومنظمة حلف الشمال الأطلسي، ومصادقة الحكومة الإسبانية على القرار القاضي بمنع بيع أية أسلحة للمغرب، ورفع المجموعة الدولية الحظر عن بيع الأسلحة للجزائر، تكون هذه الأخيرة قد حظيت بدعم ومباركة أوروبيين وأمريكيين نحو الاستمرار في امتلاك ناصية التسلح، مما قد يعرض المنطقة المغاربية بكاملها لمزيد من التوتر. عبد الرحمان الخالدي