أعلن المغرب عن مشاركته ضمن فرق البحرية التابعة لحلف شمال الأطلسي. ويعتبر الاتفاق المبرم أول أمس بين منور عليم السفير المغربي المعتمد لدى الاتحاد الأوربي وبين الحلف الأطلسي ممثلا بالسكرتير العام ياب دو هوب شيفر، أول اتفاق من نوعه يجمع دولة مغاربية بحلف الأطلسي، حيث سيهدف إلى تعزيز التعاون في مجال الأمن والتصدي للتهديدات الإرهابية والتحديات الأمنية في المنطقة. وحسب المراقبين، فإن المغرب حتى الآن هو البلد الوحيد في شمال إفريقيا الذي وافق على المشاركة ضمن القوات البحرية الأطلسية حيث سينضم إلى البعثة الأوربية جنبا إلى جنب مع إسرائيل وغيرها من الدول الأخرى غير المنضوية تحت لواء حلف شمال الأطلسي كروسيا وأوكرانيا وألبانيا. وحسب متحدث باسم التحالف، فإن المغرب بتوقيعه على المعاهدة «سيكون ثالث بلد ليس عضوا في منظمة حلف شمال الأطلسي، سيشارك في عملية مكافحة الإرهاب»، مضيفا من جهته أن الوثائق التي وقعها المغرب تلزمه بالمشاركة في مناورات حربية والعمل يدا في يد مع الدول الأخرى ضمن الدوريات البحرية التي ستعمل على مكافحة الإرهاب ومراقبة مضيق البوغاز وعدد من المناطق الأخرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط والتي انطلق العمل بها في أعقاب هجمات 11 شتنبر 2001. وقال دو هوب شيفر إن هذا الاتفاق «شاهد على الإرادة المشتركة في مكافحة الإرهاب بين المغرب وجميع دول الحلف». وعبر مسؤول من وزارة الدفاع الإسبانية ل«المساء» عن ابتهاجه بتوقيع المغرب للاتفاق مع حلف الأطلسي، مشيرا إلى أنه إلى حدود الآن ستشارك في عملية «أكتيف إنديفور» أو (المسعى النشط) 14 دولة عضوا في الحلف، بالإضافة إلى روسيا وأوكرانيا. حيث «تمت مراقبة حوالي 75 ألف باخرة وبوارج بحرية بهدف الوقاية ومكافحة الإرهاب»، يقول المسؤول مشيرا إلى أن الحلف يدرس تصورا خاصا حول ما يمكن أن يقوم به في المغرب وما إذا كانت أدواته تتيح له بالفعل التعامل مع التهديدات القادمة نحو أوروبا. لذا، فإنه مازال في حالة «تجريب» مع المغرب، على الرغم مما يبدو من كونه قد بدأ يتحرك عمليا نحو المشاركة في عمليات الحلف جنبا إلى جنب مع إسرائيل. وبخصوص الاتفاقية الأخيرة، فقد أوضح المسؤول الإسباني أنها اتفاقية تختلط فيها الجوانب العسكرية بالسياسية والاجتماعية، والتي تهدف في النهاية إلى إحداث تغيير ما، في بنية تلك الدول، بحيث تصبح أقل إفرازا لما يعتبره الحلف تهديدات إرهابية. وكانت الفرقة الثانية للقوات البحرية التابعة لمنظمة حلف شمال الأطلسي قد حلت يوم 17 ماي الماضي بميناء الدارالبيضاء في زيارة رسمية تستغرق 5 أيام، تندرج في «الكشف عن الألغام البحرية. وعبر مسؤول من وزارة الدفاع الإسبانية ل«المساء» عن ابتهاجه من توقيع المغرب للاتفاق مع الحلف الأطلسي. وكان حلف الناتو قد اقترح سنة 2004 انضمام سبع دول إضافية من ضمن البلدان المنضمة للحوار المتوسطي. وأضاف مصدرنا أنه منذ سنة 2001 تقوم فرقاطات وغواصات وأجهزة استطلاع وضعتها الدول الأعضاء في تصرف حلف الأطلسي، بدوريات يومية في كامل أنحاء المتوسط في سبيل إفشال وردع أي عمل إرهابي محتمل.