باسكال مالي (ا ف ب) يحتفل قادة حلف شمال الاطلسي, للمرة الاولى مع الرئيس باراك اوباما, الجمعة والسبت القادمين ، بالذكرى الستين لتأسيس هذه الهيئة، وعلى رأس اهتماماتهم تجنيبها نكسة خطيرة في افغانستان التي ما زالت تواجه تهديد طالبان. وستتميز هذه القمة بتوسيع جديد مع انضمام دولتين هما كرواتيا والبانيا. وهي ثالث عملية توسيع منذ1990 ونهاية الحرب الباردة ، مما يرفع عدد اعضاء الحلف من26 الى28 دولة. وهذا الاجتماع الذي سيعقد في مكان يرمز الى المصالحة الفرنسية الالمانية -- ستراسبورغ في فرنسا ، وكيل وبادن بادن في الجانب الالماني -- سيكرس ايضا عودة فرنسا الى البنية العسكرية المشتركة للحلف الاطلسي بعد43 عاما على انطلاقته. وان كان الامين العام للحلف الاطلسي، ياب دو هوب شيفر ، اعتبر ان الامر يتعلق ""باحداث هامة"" ، الا ان جدول اعمال القمة ستطغى عليه مسالة استقرار الوضع في افغانستان. كما سيتناول البحث في الوقت نفسه مسالة كوسوفو. الا ان الحلف الاطلسي يقوم ، منذ2003 ، في افغانستان ، باكبر عملية في تاريخه ، حيث يواجه تمردا يشتد يوما عن يوم ل«طالبان» الذين يستخدمون باكستان قاعدة خلفية. وهناك يجد الحلف اليوم مصداقيته على المحك. وبدون الذهاب الى حد دق ناقوس الخطر، ستطلب الولاياتالمتحدة -- من خلال رئيسها باراك اوباما الذي يقوم باول جولة له في اوروبا -- من حلفائها الاوروبيين، فعل المزيد لدعم حكومة كابول. والهدف من ""الاستراتيجية"" الجديدة ، التي عرضها اوباما ، هو ان تتمكن القوة الدولية بقيادة الحلف الاطلسي (ايساف) المؤلفة اليوم من ستين الف جندي من 42 بلدا, من الخروج يوما من افغانستان, لكن مرفوعة الرأس بعد القضاء على التهديد الارهابي المجسد بتنظيم «القاعدة» المتحالف مع «طالبان». لكن لا احد يتوقع ان يزيد الاوروبيون عدد قواتهم بنسب مماثلة للاميركيين الذين سيرسلون21 الف جندي اضافي الى افغانستان. وتنتظر واشنطن في المقابل من حلفائها ان يسهموا اكثر في الشق المدني للتحرك الدولي مع الاولوية لتدريب الشرطة والدرك الافغانيين. وفي هذا المجال اكدت فرنسا ودول اوروبية اخرى استعدادها للمشاركة. وستنعقد القمة بعد مؤتمر دولي حول افغانستان (عقد يوم الثلاثاء الماضي في لاهاي برعاية الاممالمتحدة) وتشارك فيه دول الجوار الكبرى الصين وروسيا وايران. واكد دي هوب شيفر ان ""الحلف الاطلسي لا يمكنه تسوية ذلك بمفرده"". هناك ملف كبير اخر مطروح على جدول الاعمال، وهو العلاقات المتوترة بين الحلف الاطلسي وروسيا التي تأثرت خصوصا بالنزاع الروسي الجورجي ، في غشت 2008 ، ومشروع الدرع الصاروخية الاميركية المضادة للصواريخ في اوروبا الوسطى. ويرى دي هوب شيفر، الذي شاء ان يكون ""واقعيا""، ان ""العلاقات لن تتحسن فقط لاننا نريد ذلك"". لكنه عبر عن اقتناعه بان روسيا ستبدي تعاونها في شأن افغانستان لان ""لا مصلحة لها بان ينتشر التطرف في آسيا الوسطى"". واثناء مأدبة عشاء افتتاحية الجمعة ، سيبحث القادة ال26 الموضوع الثالث المهم في القمة ، وهو تحديث المفهوم الاستراتيجي الذي تأسس عليه الحلف في العام1999 . والفكرة هي تكييف هذا النص مع التهديدات الجديدة -- الهجمات عبر الانترنت ، والارهاب، والقرصنة، وامن الطاقة. لكن هذا العمل قد يتطلب اكثر من عام. وفي ستراسبورغ سيكتفي قادة الحلف في الذكرى الستين لتأسيس منظمتهم الاطلسية ، بتبني ""اعلان"" مقتضب من صفحة ونصف ""حول امن الحلف"".